الحديدة

أحد هوامير الفساد الحوثي يؤسس شركة مطاحن في الحديدة (تقرير)

روجت مصادر إعلامية تابعة لمليشيا الحوثي، أمس الأربعاء مزاعم تدشين مشروع استثماري كبير في المنطقة الصناعية بمدينة الحديدة، وان هذا المشروع يأتي في إطار جني ثمار مؤتمر الاستثمار الأول الذي أقيم في المحافظة شهر مارس الماضي.

وذكرت تلك المصادر إن المدعو محمد شرف المطهر المنتحل صفة وزير الصناعة والتجارة في حكومة الانقلاب الحوثي، وضع حجر أساس وتدشين مشروع صوامع ومطاحن شركة المحسن إخوان التجارية في المنطقة الصناعية بتكلفة 40 مليون دولار، زاعمه بان المشروع سيسهم في رفع نسبة مخزون الغذاء الاستراتيجي للبلاد وسيوفر600 فرصة عمل في الحديدة.

ليظهر لاحقا ان صاحب المشروع هو المشرف الحوثي المدعو أحمد الهادي مدير شركة المحسن اخوان الذي نهب ملايين الدولارات منذ أكثر من خمس سنوات، وبدعم قيادات حوثية جاء اليوم ليؤسس ما قالوا إنه مشروع استراتيجي لزيادة سعة مخزون القمح الذي تم سرقته من مشروع برنامج الغذاء العالمي.

فقد تحدثت مصادر مطلعة في مطلع فبراير من العام الماضي، عن فضيحة فساد كبيرة لبرنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، الذي حاول حينها فرض شركة تجارية مقربة من المليشيا الحوثية، بتوريد الغذاء إلى محافظة مأرب عبر ميناء الحديدة على الرغم من أن الشركة هي المتسببة في إدخال مواد إغاثية فاسدة إلى ميناء الحديدة في العام 2020 م.

وأكدت المصادر إن الغذاء العالمي، عمل على تكليف شركة “المحسن إخوان” وهي شركة مقربة من الحوثيين لتوريد الغذاء إلى مديرية المدينة بمأرب، بدلاً عن شركة أخرى، ما زال عقدها ساري المفعول في مديريات أخرى بالمحافظة.

واوضحت المصادر حينها أن الشركة المذكورة كانت تعمل على توريد مواد تالفة ومنتهية الصلاحية، غير صالحة للاستخدام، الآدمي إضافة إلى أن المتعهد هي شركة مصنفة ضمن الشركات المشبوهة، والتي تعمل على غسل الأموال لصالح الحوثيين.

وأشارت إلى أن مالك الشركة المدعو أحمد الهادي، هو أحد المقربين من مهدي المشاط، ويعد من أذرع المليشيا الحوثية التجارية، التي تمرر عبرها صفقات مشبوهة.

ويعد الهادي جزءاً من فساد المنظمات العاملة في المجال الإنساني في مناطق الحوثي والتي سهلت للمليشيا الحوثية التلاعب في هذا الملف بحرمان ملايين المستحقين للإغاثة، بمقابل غسيل أموال المليشيا في الخارج. وظهر خلال السنوات الماضية ضمن مجموعة أعمال تدير أموال المليشيا الحوثية في الخارج، إلى جانب استيراد وإمداد السوق اليمنية بالحبوب والمواد الغذائية وإبرام العقود مع المنظمات الدولية ومنها الغذاء العالمي، والذي يذهب أكثره لصالح الحوثيين.‎

وكانت المليشيات الحوثية في منتصف اكتوبر من العام 2019 م قد فرضت نفسها على مطاحن البحر الأحمر، بواسطة المدعو “أحمد الهادي” كمستأجر لمطاحن في الحديدة حيث أصبح الهادي وكيلاً بنسبة عالية جداً لكل ما يصل من قمح تابع لمنظمة الغذاء العالمي، لطحنه أو إعادة تعبئته، وجزء يسير فقط من هذا القمح يتم إرساؤه لتاجر القمح “فاهم”.

ووفقا للمصادر فأن المدعو أحمد الهادي صاحب المشروع الاستثماري بمسمى شركة المحسن إخوان يرتبط مع مجموعة من المنظمات المحلية والتي أغلبها تابعة للمليشيات، ويشكلون مافيا فساد تستحوذ على المعونات الإغاثية وتتاجر بها وتسخرها لمصلحتها فقط.

يشار ان المنسق للشؤون الانسانية ليزا غراندي و معها المبعوث السابق مارتن غريفث قد عمل على تقوية العلاقة مع التاجر أحمد الهادي تمثلت هذه الصفقات في:- الاستئثار بكميات كبيرة من حبوب القمح المخصص للإغاثة وتعبئته أكياسا تحمل اسم (المحسن)، وهي ماركة تابعة له وأكياسا أخرى تحمل اسم (البلدة الطيبة)، على أنه من محصول محافظة الجوف ومن إنتاج ما تسمى بالمؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب، وتباع هذه الكميات في الأسواق اليمنية ليكون مردودها مشتركا بين التاجر أحمد الهادي وبين الموظفين الدوليين.

وبعد نحو خمس سنوات من النهب والفساد وسرقة  الغذاء من أفواه الاطفال تمكن هذا المأفون من جمع نحو 40  مليون دولار ليقيم به صرحا اقتصاديا على أرض الحديدة ليسرق أبناءها مرتين: الأولى نهب المساعدات الأممية للجوعى والأطفال من مساكين الحديدة، والمرة الثانية ليوظف فقراء المحافظة في مشروعه الاستثماري لمواصلة الإثراء على حساب البسطاء ولتثبيت اذرع طهران في اهم موانئ اليمن وفي البحر الأحمر.