دولي

لأول مرة.. أوكرانيا تستهدف روسيا بصواريخ “ستورم شادو” البريطانية بعيدة المدى

استهدفت أوكرانيا أراضي روسية باستخدام صواريخ “ستورم شادو” البريطانية بعيدة المدى، وفق ما أفادت وسائل إعلام بريطانية الأربعاء.

وتمت العملية بموافقة لندن، بعدما كانت قد امتنعت سابقا عن السماح باستخدام هذا النوع من الصواريخ خشية التصعيد الروسي.

وتجاوزت مدى الصواريخ التي استخدمت 250 كيلومترا، واستهدفت أهدافا عسكرية روسية على الأقل، حسبما ذكرت صحيفة “فاينانشل تايمز” نقلا عن مصادر غربية.

وجاء هذا الهجوم بعد يوم من استخدام أوكرانيا صواريخ “أتاكمس” (ATACMS) الأمريكية بعيدة المدى، التي تصل إلى 300 كيلومتر، لضرب منشأة عسكرية روسية في منطقة بريانسك.

وتعد هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه الأسلحة ضد روسيا مباشرة، وهو ما يمثل تصعيدا كبيرا في الصراع المستمر.

ولطالما طالبت أوكرانيا بالسماح لها باستخدام الصواريخ البعيدة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، لكن الدول الغربية كانت تخشى رد فعل موسكو، التي أكدت أن مثل هذه الخطوات تشكل “خطا أحمر”.

وأوضحت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية أن قرار المملكة المتحدة بالسماح باستخدام صواريخ “ستورم شادو” جاء ردا على مشاركة قوات كورية شمالية في دعم الجيش الروسي.

في الوقت نفسه، صعدت روسيا من تحذيراتها، مشيرة إلى أن الغرب يسعى إلى زيادة التصعيد العسكري. ووفق عقيدتها الجديدة بشأن استخدام الأسلحة النووية، التي أعلنت هذا الأسبوع، تحتفظ موسكو بالحق في استخدام الأسلحة النووية إذا تعرضت لهجوم كبير من دولة غير نووية مدعومة من قوة نووية.

ووصف الكرملين الدعم الأمريكي لأوكرانيا بأنه محاولة واضحة لإطالة أمد الحرب.

على المستوى الدولي، نددت واشنطن وباريس ولندن بهذه التهديدات، ووصفتها بأنها “غير مسؤولة”، بينما دعت أوكرانيا حلفاءها إلى الاستمرار في دعمها وعدم الرضوخ للتحذيرات الروسية.

إلى جانب الصواريخ البعيدة المدى، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستزود أوكرانيا بألغام مضادة للأفراد، وهو قرار أثار جدلا واسعا وانتقادا من منظمات غير حكومية بسبب المخاطر التي تشكلها هذه الألغام على المدنيين حتى بعد انتهاء النزاعات.

ورغم ذلك، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أهمية هذه الألغام لوقف تقدم القوات الروسية في شرق البلاد، حيث يواصل الجيش الروسي تحقيق مكاسب ميدانية. وأفادت التقارير الأربعاء بسيطرة القوات الروسية على بلدة قرب مدينة كوراخوفي.

من ناحية أخرى، أثار قرار خمس سفارات غربية، منها السفارات الأمريكية والإسبانية والإيطالية، إغلاق أبوابها مؤقتا في كييف بسبب تهديدات بهجوم جوي، استياء السلطات الأوكرانية. ورأت كييف أن هذه الخطوة تعكس المبالغة في تقييم التهديد، مشيرة إلى أن هذه المخاطر اليومية أصبحت جزءا من الحياة منذ بداية الحرب.

في غضون ذلك، تواصلت الهجمات الروسية على عدة مناطق في أوكرانيا. وأدت غارة جوية على بلدة قرب كراماتورسك شرقي البلاد إلى مقتل طفل وإصابة شقيقته وجده بجروح. وفي كييف، تزايدت الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ، لكن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت معظمها دون وقوع إصابات.

تستمر الحرب في أوكرانيا بتصعيد متزايد، وسط تحذيرات دولية متكررة من عواقب خطيرة، ودعوات للتهدئة وحلول سياسية توقف دوامة العنف المستمرة.