الحرية قضية
يقول عز وجل في كتابه الكريم : “قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ” ( يونس 108 ).. ويقول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أُمهاتُهم أحراراً “.. ويقول الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه : ” الحرية هي أغلى ما يملكه الإنسان. ” ..ويقول أحمد شوقي : ” لا قيمة للحياة بلا حرية.” -ويقول المتنبي : ” الروح تقاسي العڈاب إن حُبست في قفصٍ، والحرية هي الهواء الذي تتنفسهُ”.
ويقول عبدالرحمن الكواكبي : ” لا حرية دون عدالة، ولا عدالة دون حرية.”.. ويقول محمود درويش : ” الحرية ليست فقط خروجاً من السجن، بل هي أيضاً تحرير الروح من قيود الخوف والحزن والقيود النفسية “.
يقول الشاعر الأردني محمد عزام إن ” الكتابة عن الحرية لم تبدأ بالربيع العربي، ولكننا كعرب تفتحت عيوننا في هذه الحياة على مساحات كثيرة من العطش لحرية وجدناها مفقودة “.
ويقول الشيخ الأزهري المجدد المستنير، عبد المتعال الصعيدي، في القضايا الفقهية المتعلقة بموضوع الحرية، تعتبر قضية الحرية في جميع نواحيها حقا مطلقا منحه الخالق للمخلوق، فلا يحق لأحد أن يصادر حريته في الفكر والتعبير، ولا أن يكرهه على اعتقاد أو رأي، ولا أن يصادر حقه في الاعتراض والنقد وحقه في اختيار عقيدته الدينية لأن الإسلام نفى الإكراه في الدين، وان الحرية السياسية هي احترام رأي الفرد في التعبير عن ذاته، بحيث لا تضيع شخصيته في شخصية الحاكم.
ويقول المثل العربي : ” من عاش حراً عاش سيداً”، ويؤكد الفلاسفة بأن الحرية هي قدرة الإنسان على فعل الأفضل..هو الخير، والخير هو الحق والعدل ..
وبناءا على ماتقدم فالحرية مقرونة بالحق والعدل والنضال من أجل وصول الإنسان إلى الخير والحياة الكريمة التي ينشدها .. اي أن الحرية هي قضية الإنسان التي يناضل ويكافح ويقاوم ويضحي من أجلها الفرد والمجتمع والشعوب الحرة .. والحر هو صديق ورفيق الحرية ..والخوف والحاجة والعبودية هم أعداء الحرية.
فالحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه، سواء كانت قيودا مادية أو معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة أو للذات، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما. وهو ما يستدعي لكي يكون الإنسان حرا هو ان يفك القيود وان يتخلص من السلاسل التي تحد من حركته وتشل تفكيره وتسيطر على قراراته وأفعاله وتجعله يشعر دائما بأنه منبوذ لا مكان له وسط البشر ولا قيمة له بينهم…
فمن كان حرا كانت قضيته الحرية قولا وسلوكاً…ومن كان رخيصا وجبانا ولا قضية خيرة له كان عبدا.. فالحرية هي كنز لا يفنى، وهي أثمن ما في الوجود، فلا معنى لحياة الإنسان دون الحرية، وهي السبيل لتغيير هذا الواقع،. فالحرية قيّمة، وواجبنا اتجاهها يكون بأن نعمل بمبادئها وألا نقبل على أنفسنا الخضوع أبدًا، وأن نغرس في أبنائنا هذا المفهوم.
فالحرية قضية وجوهر هذه القضية هو الخيرية والخيرية هي سعي الإنسان بواسطة الحرية إلى كل ماهو خير .. فتمجيد الطغاة والمجرمين والفاسدين والقتلة والمحتلين لارضك والناهبين لثروتك والمصادرين لحقك في الحياة والعيش الكريم ليست حرية بل جبن وخوف وعبودية .. ومن يبيع عزته وكرامته ورجولته لعدوه وعدو حقه في الحياة ليس حرا .