بمائتين ريال فقط !!!..
في مداخل الأسواق في العاصمة عدن في الشيخ عثمان والمنصورة وعلى مقربة من مدخل الهاشمي ..طفلة هنا واخرى هناك في السادسة من عمرها تجلس على الأرض وأمامها ميزان وزن الإنسان المعتاد ..
الطفلة جميلة ونظيفة المظهر والملبس هادئة صامتة لاتنطق كلمة ولا تؤذي أحد ولا تتحرك لتلعب مثل بقية الأطفال .. جالسة ثابته في مكانها أمام الميزان وان تحركت فحركتها صوب امرأة تكبرها في السن كثيرا ربما كانت امها أو اختها تجلس بعيدا عن الطفلة بخطوات تقوم بدور الحارس أو المنتبه للطفلة حتى ينتهي دوام وجودهما ومغادرة المكان عودة إلى منزلهم الذي لا يعرف عنه أحد إلا من يعرفهم ..
المارون المتوجهون إلى الأسواق المذكورة عبر هذه المداخل التي تداوم فيه الطفلة لا يلاحظون وجودها غير أن صوت يصدر من مكان الطفلة يلفت انتباه الماره ..الصوت صوت طفله وليس صوت الطفلة مباشرة لكنها صوت جميل ورقيق ويحمل من البراءة ما يشد انتباهك بقوة وباحساس ابوي أو اخوي ..
لكن صوت الطفلة بالمذياع المسجل غير المرئي والصادر منه بضعة كلمات بسيطة جدا وتتكرر مثل تكرار صوت بائعي الاعشاب الطبيعية وبائعي الخضار .. صوت الطفلة مختلف جدا عن اصوات اولئك الباعة ..لم أحاول أن اسالها ولا مرة واحدة رغم تكرار مروري من أمامها عن ابوها وامها ولم اسال المراه من تكون ولماذا تفعلون ذلك ؟..
كلمات تجذبك إليها بصوت طفلة برئية لا تمد يدها اليك لتتسول لكنها تدعوك لأن تدفع مبلغ زهيد مقابل أن تزن نفسك ..صوت يتكرر من المذياء :
وزن ..وزن .. ياعموه ..
شوف وزنك كمن نوه ..
بمائتين ريال ..
ب200 ريال فقط مبلغ زهيد أمام أسرة طفلة يستحيل أن تكون قادرة على أن توفر لافرادها قوت يومها واحتياجاتها الضرورية .. ولايهم من تكون هذه الطفلة ابنة من وأبوه من يكون حيا او ميتا .. ولا يهم إن كان احتياجا بوسيلة مشروعة ولا يقع عمر الطفلة أو وسيلتها ضمن الضرورة للمدرسة أو عمالة الأطفال غير المشروعة ..
المهم اذا مررت من أمام هذه الطفلة فكن انسانا كريما ومحترما ولا تمر من أمامها إلا بعد أن تجبر بخاطرها ..