اليمن في بؤرة الاهتمام بنيويورك: ندوة تبحث الصراع في البحر الأحمر وتأثيراته الاقتصادية والإنسانية
نظّمت المجموعة الجنوبية المستقلة ندوة دولية هامة بعنوان “اليمن في بؤرة الاهتمام: معالجة الصراع في البحر الأحمر وحقوق الإنسان والتأثير الاقتصادي العالمي” صباح يوم الخميس الموافق 9 يناير 2025، في مقر المؤسسة الأمريكية الإسكندنافية بمدينة نيويورك، بالقرب من مقر الأمم المتحدة.
هدفت هذه الندوة إلى تسليط الضوء على أبرز التحديات التي يواجهها اليمن حالياً، مع التركيز على المخاطر الأمنية المتزايدة في البحر الأحمر، التداعيات الاقتصادية للصراع المستمر، والانتهاكات المتزايدة لحقوق الإنسان. كما سعت الفعالية إلى تقديم رؤى قابلة للتنفيذ تسهم في إيجاد حلول عملية للأزمة الراهنة، وذلك من خلال جمع عدد من الخبراء الدوليين، وصنّاع القرار، والباحثين المهتمين بالشأن اليمني.
وشهدت الندوة حضور مجموعة من أبرز المتحدثين الذين تناولوا محاور متعددة تتعلق بالأزمة اليمنية. كانت الكلمة الافتتاحية حول “الأعمال العدائية الحوثية في البحر الأحمر” قدمها السيد علي بالبيد، المستشار الدبلوماسي الأول للشؤون السياسية والإنسانية في وزارة الخارجية اليمنية، الذي استعرض المخاطر المتزايدة التي يشكلها الحوثيون على الأمن الإقليمي والملاحة الدولية، محذراً من التداعيات المحتملة لاستمرار هذه التهديدات على استقرار المنطقة.
من جانبه، تناول الدكتور عبد الجليل شائف، الخبير الاقتصادي والرئيس السابق لهيئة المنطقة الحرة في عدن، في كلمته بعنوان “التجارة العالمية في خطر” التداعيات الاقتصادية للصراع في البحر الأحمر وتأثيراته على التجارة الدولية، مؤكداً أن استمرار التوترات في هذا الممر البحري الحيوي يعرقل حركة التجارة العالمية ويهدد استقرار الاقتصاد الإقليمي والعالمي.
أما في الجانب الإنساني، فقد قدمت ماجدة الحداد، المدافعة البارزة عن حقوق الإنسان، مداخلة مؤثرة حول أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، مسلطةً الضوء على الانتهاكات المتزايدة ضد المدنيين، ولا سيما النساء والأطفال. وأكدت أهمية العمل على إيجاد آليات قانونية فعّالة تضمن حماية المدنيين وتضع حداً لانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.
وفي الختام، تحدث السيد فرناندو كارفاخال، المحلل السياسي الدولي والخبير في الشأن اليمني، حول التحديات الدولية المرتبطة بالأزمة اليمنية، مشيراً إلى أهمية التعاون الدولي وتعزيز الجهود الدبلوماسية لإيجاد حلول سلمية ودائمة للأزمة.
إلى جانب العروض التقديمية، خصصت الندوة قسماً للحوار المفتوح، حيث شارك الحاضرون في مناقشات معمقة حول القضايا المطروحة، مما أتاح فرصة لتبادل الآراء والأفكار بشكل تفاعلي بين المشاركين والمتحدثين. وقد اختُتمت الفعالية بجلسة أسئلة وأجوبة أثرت النقاشات، ووفرت للحاضرين فرصة لطرح استفساراتهم مباشرة على الخبراء.
تأتي هذه الندوة في وقت حساس يمر به اليمن والمنطقة، حيث يتزايد الاهتمام الدولي بملف الصراع في البحر الأحمر وتأثيراته على الأمن الإقليمي والتجارة العالمية. ومن المتوقع أن تسهم التوصيات التي خرج بها المشاركون في تعزيز الحوار الدولي حول الأزمة اليمنية، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. وأكد منظمو الندوة في ختام الحدث أن الهدف الأساسي من هذه الفعالية هو توفير منصة للنقاش وتبادل الأفكار بين الخبراء وصنّاع القرار، بما يساهم في إيجاد حلول مستدامة تخدم مستقبل اليمن والمنطقة بأسرها.