اليمن

زنازين الحوثي شواهد على ارتكاب فظائع بحق الصحفيين.. القادري نموذجا

تشهد زنازين الحوثي جرائم يرتكبها الجلاوزة بدون رحمة في شواهد على ارتكاب فظائع وحشية بحق الصحفيين.

وذكر موقع العين الإخبارية، نقلا عن الضحية الكاتب والناشط محمد عبدالله القادري قصص مؤلمة تخدش الضمير اليمني والإنساني على حد سواء.

وظل القادري عدة سنوات يصدح بالحق من مناطق مليشيات الحوثي دون خوف قبل أن تلاحقه إلى منزله الريفي وتزج به في سجونها الظلامية.

وفي منتصف مايو من العام 2021 م، اعتقل ما يسمى بجهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيات الحوثي الصحفي القادري 34 عاما من منزله في محافظة إب وغيبته قسريا في سجونها لمدة عام كامل قبل أن تطلق سراحه .

ويروي الصحفي القادري المآسي التي تعرض لها من عناصر الموت الحوثية التي فقدت بشريتها وتدربت فقط على التنكيل والتعذيب والقتل حيث مارست بحقه 11 نوعا من التعذيب في سجن الأمن والمخابرات بمحافظة إب ما عرضه لصدمة نفسية عنيفه لا زالت آثارها تحاصره حتى اليوم وذلك رغم فراره من مناطق الحوثيين إلى محافظة الضالع ومنها إلى عدن.

يقول القادري كنت أعمل كاتباً صحفيا مناهضاً لميليشيات الحوثي وأنا في مناطق سيطرتها، وأنشر مقالاتي في غالبية المواقع الإلكترونية المناهضة للحوثي وكتبت ما يزيد عن 2000 مقال وقد دفعت ثمن ذلك عندما تعرضت للاعتقال.

وأضاف رفضت الهروب من مناطق الحوثي لأني لم أكن أتبع حزبا سياسيا وفضلت مواصلة النضال وعشت ملاحقاً مختفياً، ولأني كنت أعيش في منطقة وعرة، لم تستطع مليشيات الحوثي القبض علي بسرعة، ولكنها استطاعت في نهاية المطاف الوصول للمنزل ومداهمته بشكل مباغت ما روع النساء والأطفال.

وهدده قائد حملة المداهمة الحوثية مخاطبا له بالقول : هذه مقالاتك وقد هربت كثيراً وأخيراً وقعت في أيدينا”، قبل أن يقيد يديه ورأسه وباشره بالضرب وتم اقتياده إلى سجن الأمن والمخابرات بمدينة إب.

وتابع أنه بعد يوم من اعتقاله، دفعت مليشيات الحوثي بدوريات مسلحة لملاحقة أشقاء “محمد القادري” واستطاعت الوصول إلى شقيقه “عزام “وأودعته سجن إدارة أمن المديرية ولم يطلقوا سراحه إلا بعد أن قامت الأسرة بتسليم هاتف “محمد”.

وظل الصحفي القادري في سجن الأمن والمخابرات في إب لمدة أكثر من عام مستدركا و بعد أن “تدهورت صحتي وظنوا أن موعد موتي قد اقترب اطلقوا سراحي بضمانة والدي على أن يقوم بتسليم أراضينا ومنازلنا للمليشيات في حالة أن عدت للكتابة ضدها و وضعوني في منزلي تحت الإقامة الجبرية والرقابة حتى تمكنت من الهروب ليلاً والوصول للمناطق المحررة.

ويتحدث عن طريقة حبسه الانفرادي في زنزانة انفراية مساحتها مترين في متر في سجن تحت الأرض، وعانى من شتى أنواع التعذيب منها التعذيب الجسدي، عبر الصعق بالكهرباء لافتا أنهم قاموا بصب الماء البارد على جسمي ثم قاموا بتعذيبي بالكهرباء وكان هذا أشد أنواع التعذيب”.

وتابع عملوا على “وضع الجمر فوق قدمي وفي بطني ولا زالت آثارها موجودة في جسمي فضلا عن وضعي بالضغاطة التي كانت داخل الزنزانة لمدة ساعات والضرب بالأسلاك واللكم بالأيدي والركل بالأقدام وكذا التعليق بالونش الصغير الذي أحضروه للسجن وكانوا يقومون بتعليقنا في الهواء لأكثر من ساعة بالإضافة لنتف شعر الراس.

وأوضح ان الجلاوزة الحوثيين عمدوا إلى تعذيبه “بالبرد والتغذية قائلا: حيث كانوا يعطونا 3 قطع من الخبز الصغير فقط صباحاً وظهراً ومساءً، كذلك “التعذيب بالصرف الصحي” حيث لا حمامات بالإضافة للتعذيب بالضوء حيث كانت الزنازين مظلمة دوماً تحت الأرض ما عرضنا لصدمة النظر عندما نرى الضوء مما تسبب في إضعاف بصرنا.

ومن ألوان العقاب التعذيب بالنوم قال الصحفي القادري “لم نكن ننام ليلاً بسبب التعذيب وأصوات التعذيب، ونهارا يعمدون لتشغيل مكبرات صوت، كما كانوا يقومون بربط أيدينا للخلف ويضعون صندوقا بين أيدينا وأظهرنا ويجعلوننا نقوم ونجلس لمدة 100 أو 200 مرة، متابعا كما ”كانوا يقومون بربط أيدينا إلى آلة حديدية للأعلى ويجعلوننا نظل واقفين لمدة ساعة أو ساعتين بالإضافة إلى أنهم كانوا يجعلوننا نزحف على صدورنا عدة أشواط”..

وأشار القادري إلى أن القيادي الحوثي المدعو “أبو هاشم” الذي يعمل مديراً لجهاز الأمن والمخابرات في إب وهو من صعدة، هو المسؤول الأول عن تعذيب المعتقلين بالإضافة لشقيقه “الحسن” الذي يعمل قائدا لعمليات الأمن والمخابرات في إب فيما ”المدعو صدام آل قاسم الذي يعمل قائد المداهمات في مديريات حبيش والمخادر وريف إب”، لافتا إلى أن الأخير ومعه المدعو الحسن قائد عمليات الأمن والمخابرات في إب ”هما من كانا على رأس قيادة الحملة التي اقتحمت منزلي واختطفتني وضربتني”.

وأفصح القادري عن تأثير الاعتقال علي نفسيته وحياته واستقرار أسرته، يؤكد أنه أثر على وضعه النفسي والصحي بشكل كبير، وقال: “أهلي وشقيقاتي كانوا في قلق وبكاء وحزن أثناء سجني، والآن أنا بعيد عنهم لأني في المناطق المحررة ولم أستطع استقدام زوجتي وأبنائي لأعيش معهم بسبب سوء الظروف.

وأضاف “أنا الآن أعيش وضعا صحيا ونفسيا سيئا ولم أجد الرعاية والاهتمام من الدولة ومراعاة وضعي وتوفير العلاج والسكن والرعاية المادية وإعادة تأهيلي وحل مشاكلي وإظهار التقدير لنضالي وانصافي وتشجيعي ومكافأتي.