اليمن

“الألغام” قاتل خفي يتربص بأطفال اليمن

تحولت الألغام والعبوات الناسفة التي تزرعها مليشيا الحوثي، في مختلف مناطق اليمن إلى قاتل خفي يفتك بالمدنيين لاسيما الأطفال.

وبحسب المرصد اليمني للألغام، فأن نسبة 70 في المائة من ضحايا الألغام التي زرعتها المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، هم من فئة الأطفال.

واوضح المرصد أن الأطفال في اليمن يواجهون أخطاراً كثيرة، بما في ذلك خطر الألغام والأجسام الحربية من مخلفات الحوثيين، والتي تسببت في مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين بينهم نساء وأطفال، فيما يعاني كثيرون من إعاقات مستديمة جراء انفجارات وهم يلعبون أو في طريقهم لجلب المياه أو حتى ذهابهم إلى مناطق الرعي.

نماذج مؤلمة

ونشرت صحيفة اندبندنت مأساة ثلاثة أطفال بينهم شقيقان توفوا إثر انفجار “جسم حربي” في مخيم السويداء للنازحين بمحافظة مأرب، موضحة أن الطفل عبدالحميد صالح صبـر (سبع سنوات) وشقيقته تواضع صالح صبـر (ثماني سنوات) قتلا أثناء اللعب، بينما توفي عمر خالد صبـر (ثماني سنوات) في الحادثة ذاتها.

وأشارت الصحيفة إلى مأساة أم الطفلين نادية بعد فقدان شقيقها الأكبر وشقيق والدها في المواجهات مع الحوثيين، لكن نيران الحزن زادت حدتها بفقد طفليها عبدالحميد وتواضع. وتحكي عن الحادثة قائلة “مثل كل الأيام يخرجون مع الأطفال في المخيم ويعودون إلى خيمتهم، غير أنهم خرجوا الجمعة ولم يعودوا، فبينما كانوا يلعبون لم نسمع إلا انفجاراً عنيفاً”.

وبحسب الام “هرع الأهالي إلى المكان، فوجدوا ثلاثة أطفال مزقهم الانفجار وحول أحدهم إلى جسد متفحم فيما تمكنوا من نقل الاثنين الآخرين إلى المستشفى لكنهم فارقوا الحياة”.

وتشير تقديرات حكومية إلى أن ميليشيات الحوثي زرعت نحو مليوني لغم من مختلف الأشكال والأحجام في عدد من المحافظات اليمنية، غير أنه ومع تأرجح المواجهات العسكرية فمن الصعب معرفة المناطق التي تم زراعتها أو عدد الألغام المزروعة، فيما يرى خبراء أن ألغام الحوثيين أكثر من توقعات الحكومة والجهات المعنية والمتخصصة في نزع الألغام .

وعلى رغم الهدنة التي شهدها اليمن، وتراجع حدة المواجهات على جبهات القتال، منذ عام وأكثر، فإن الألغام المتعددة التي زرعتها الميليشيات لا تتوقف عن حصد أرواح الناس في الطرقات والمراعي والمزارع وحتى عند عودتهم إلى ديارهم.

من جانبها قالت بعثة الأمم المتحدة في الحديدة، أمس السبت، إنها سجلت مقتل ثمانية مدنيين بالألغام والمتفجرات في المحافظة خلال يونيو (حزيران) الماضي، لافتة إلى أنه تم الإبلاغ عن وقوع ضحايا بشكل أساس في مديريات الحالي وحيس والتحيتا جنوب المحافظة.

ونوهت البعثة الأممية بأن هناك خطراً يتمثل في زيادة انجراف الألغام الأرضية خلال الأشهر المقبلة بسبب الفيضانات المتوقعة في هذا الوقت من العام وبخاصة في مديريات حيس والخوخة والمخا.

وخلال العام الماضي أدت الفيضانات الموسمية إلى جرف الألغام لمسافات طويلة، بما في ذلك الألغام المضادة للمركبات، مما زاد من تعرض المواطنين والحركة المرورية والتجارية للخطر.

مشروع مسام السعودي

في غضون ذلك مدد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عقد تنفيذ مشروع “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية لمدة عام، وذلك بمبلغ 33 مليوناً و292 ألف دولار أميركي، وبذلك يستمر عمل المشروع للعام السادس على التوالي لاستكمال مهامه الإنسانية التي بدأها في اليمن منذ يونيو (حزيران) 2018.

وينفذ المشروع من خلال فرق يمنية وسعودية وعالمية دربت لإزالة الألغام بجميع أشكالها وصورها بهدف تطهير الأراضي من أخطارها عبر تنفيذ أنشطة التدريب وبناء القدرات اليمنية في مجال نزع الألغام، وذلك ضمن سياسات التصدي للتهديدات المباشرة التي تطاول حياة الأبرياء.

وقال المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبدالله الربيعة في تصريح صحافي “إن تجديد هذا العقد مع الشريك المنفذ يأتي نظراً إلى ما يمثله هذا المشروع النوعي من أهمية حيوية في استكمال تطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي تمت زراعتها بطريقة عشوائية” مؤكدا انتزاع المشروع لوحده أكثر من 400 ألف لغم في مختلف المناطق اليمنية