مكتب الثقافة بالحديدة يندد بالاعتداءات الاثمة على تراث تهامة وموروثها الحضاري
ندد مكتب الثقافة والسياحة بمحافظة الحديدة بالاعتداءات الاثمة التي طالت التراث الانساني في تهامة وشواهده التاريخية من قلاع وقصور ومساجد اخرها ما حدث لجامع النور الاثري بمديرية الخوخة.
وقال مكتب الثقافة في بيان مساء الثلاثاء، ان الانتهاكات الاثمة في حق تراث تهامة وموروثها الحضاري الانساني تتوالى منذ بداية الحرب في مطلع العام 2015 بشكل يدعو إلى القلق تجاه هذا الوضع المؤلم على امتداد الساحل التهامي من ميدي الى الخوخة.
وأضاف البيان: ففي مطلع ديسمبر 2017م حولت مليشيا الحوثي قلعة القماحية في ميدي الى ثكنة عسكرية معرضة اياها للاعتداءات التي انتهت بتفجيرها من قبل المليشيات عند سيطرة القوات الشرعية عليها لتتحول بعدها الى ركام, وفي تاريخ 2021/01/18 قامت مليشيا الحوثي ببيع وهدم قصر السخنة التاريخي بمديرية السخنة محافظة الحديدة في انتهاك سافر لكل القيم والمبادئ الإنسانية.
وأشار الى ان المليشيات الحوثية مارست سيلا من الجرائم والانتهاكات في حق تراثنا الانساني بتحويل عدد من القلاع والحصون التاريخية الى ثكنات عسكرية فاتخذت من قلعة الكرنيش معتقلا لمعارضيها ومن قلعة الطائف وقلعة الصفارية وقلعة غليفقة ثكنات عسكرية لميليشياتها ومصادر للنيران معرضة اياها للمخاطر وبالفعل لم يتبقى من كل تلك القلاع سوى بعض الاحجار المتناثرة.
ولفت انه في اكتوبر 2018 اقدمت بعض الجماعات الدينية المتطرفة على تفجير وهدم جامع احمد الفاز التاريخي بمنطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، كما تم هدم عدد من الاضرحة والمساجد التاريخية في التحيتا وحيس والفازة.
وقال البيان ان اخر تلك الانتهاكات ما قامت به مجاميع متطرفة بتاريخ 2022/07/08 من جريمة بشعة بمديرية الخوخة بقرية القطابا التي اقتحمتها تلك المجاميع المسلحة الساعة الثانية ليلا وارعبت اهلها لتقوم بهدم مسجد النور التاريخي بالقطابا الذي يبلغ عمره التاريخي 700 والذي يعود الى عصر الدولة الطاهرية لتحوله خلال نصف ساعة الى ركام بعد ان مسحته وساوته بالأرض عن طريق الشيول دون أي سبب يذكر غير بعض الافكار المتطرفة التي في رؤوسهم ولم يتم القبض على الجناة ومحاسبتهم حتى الآن.
وأعرب مكتب الثقافة بمحافظة الحديدة عن رفضه وادانته لهذا العمل الاجرامي داعيا الحكومة الشرعية وفي مقدمتها وزارة الثقافة وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة واجهزتها الامنية والقضائية لضبط الجناة ومحاسبتهم واثبات هيبة الدولة اتجاه كل من تسول له نفسه المساس بحضارة تهامة وتراثها اليمني العريق.
وحول ما يقع تحت سيطرة المليشيات الحوثية دعا مكتب الثقافة المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته في حماية التراث الثقافي اليمنى الذي يعد جزءاً هاماً جزء من التراث الثقافي الإنساني بالضغط الحازم والجاد على المليشيات للحفاظ عليه وفق كافة المعاهدات الدولية التي تلزم كل الفئات المتنازعة بحمايته.
وطالب مكتب الثقافة بالحديدة جميع المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بالتراث الثقافي وخاصة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (UNESCO) ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNISDR) والمجلس الدولي للمعالم والمواقع الأثرية (ICOMOS) إلى شجب هذه الممارسات غير الاخلاقية التي تقوم بها المليشيات الحوثية تجاه المباني والآثار التي تقع تحت سيطرتها،
كما اهاب المكتب بجميع الجهات المعنية والمنظمات الدولية الى القيام بدورها للتعامل بحزم اتجاه الانتهاكات التي تستهدف اجيالنا المستقبلية بالدرجة الاولى لتغيبهم عن تاريخ اجدادهم وعمق حضارتهم الضاربة في عمق التاريخ والتي تخبر شواهدها الانسان العربي ان جذوره امتدت من هنا.