مقالات

ثورة إيران وواجبات المجتمع الدولي

تدور رحى ثورة شعبية عارمة داخل إيران ضد نظام الملالي ، ورغم عدم ظهور تلك الثورة بالشكل المناسب لقوتها بسبب عدم وجود إعلام إيراني يتبعها من قنوات وصحف ومراسلين ورصد لكل المدن الإيرانية الثائرة ، إلا انه أصبح لها صدى عالمي ، وخرجت مسيرات متضامنة مع شعب إيران في عدة دول أوروبية وغربية ، وهذا ما يؤكد أن هذه الثورة قوية بالفعل وتعتبر الوحيدة في العالم التي حصلت على تعاطف شعبي عالمي كناتج عن الاستشعار بمعاناة الشعب الإيراني وعدالة قضيته ، وهذا التضامن الشعبي العالمي يفرض على أنظمة الحكم وبالذات في أوروبا والغرب القيام بواجبه احتراماً لإرادة شعوبهم المتضامنة وتلبية لإرادة الشعب الإيراني ، كما يفرض على المجتمع الدولي كمحكمة الجنايات والأمم المتحدة ومجلس الأمن وأمريكا وغيرهم القيام بالدور المطلوب بما يحقق للشعب الإيراني غايته ، وذلك الدور لا يتمثل باتخاذ عقوبات فردية فذلك لن يؤثر على نظام إيران شيء ، ولا عقوبات اقتصادية فتلك سيكون تأثيرها على الشعب ، وانما بالقيام بأدوار ومتطلبات تجعل نظام الملالي  الإيراني يتنحى ويترك السلطة.

محكمة الجنايات الدولية عليها أن تقوم بإجراء محاكمة مستعجلة وتصدر أحكامها بحق النظام الإيراني نتيجة ارتكابه الجرائم بحق شعب إيران من قتل للمتظاهرين وجرائم ابادة ارتكبها خلال فترة حكمه.

الأمم المتحدة عليها أن تقدم مبادرة حل تلزم النظام بالتخلي عن السلطة ونقل إيران لمرحلة انتقالية يقوم الإيرانيون بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم بالجلوس على طاولة الحوار واختيار شكل مستقبلهم وتحديد نوعية مشروع الدولة.

مجلس الأمن ورغم وجود روسيا حليفة إيران كعضو في المجلس ستنقض أي قرار تجاه النظام إلايراني ، إلا ان عليه ان يقوم بدوره ويدلو بدلوه ويتخذ قرارات حازمة.

أمريكا عليها أن تعلم أن سياستها الخاطئة التي ارتكبتها منذ صعود قيادتها الجديدة الرئيس بايدن والمتمثلة بعدم ادراج إيران بقوائم الارهاب بسبب تأثيرها على الأمن القومي والسلم العالمي وتهديد طرق التجارة الدولية، نتج عنه الآتي:

جعل إيران تتدلل أكثر وتتمادى ليصل بها الحال حالياً لقمع شعبها الثائر وارتكاب الجرائم بحقه.

خسارة أمريكا لحلفاءها  المتضررون من إيران وهو ما أثر عليها أقتصادياً.

تقوية روسيا سياسياً واجتماعياً ، من خلال استقطاب حلفاء أمريكا واستخدام سياسة ذكية لمغازلة المسلمين ،  جعلها تتقوى في ربط العلاقات بما يوسع لديها نطاق التصالح السياسي ، لتتجه نحو توسيع نفوذها العسكري وشن الحرب على أوكرانيا.

والمطلوب من أمريكا اليوم ليس تصنيف نظام إيران بالارهاب فذلك كان متطلب سابقاً ، وانما بمطالبته بتسليم السلطة والتخلي عنها  واستخدام كل الطرق حتى يقوم بذلك وهذا من منطلق الواجب تجاه ثورة الشعب الإيراني ، وان لم يقم الجانب الأمريكي بهذا الدور فإن ذلك يدلل على تواطؤه مع نظام إيران وهو ما سيولد سخط عالمي ضده وسخط  داخلي متمثل في استياء الشعب الأمريكي تجاه رئيسه بايدن والذي سيتجه لاسقاطه في الانتخابات القادمة.