5 أسباب جعلت 14 أكتوبر ثورة متميزة عالمياً
ليس نحن فقط ، بل العالم بأسره ، العدو والصديق ، المحب والباغض ، جميعاً يجب أن يقوموا من مقامهم ، ويرفعوا القبعات والتحيا ، اجلالاً وتقديراً واحتراماً .
ولأن التأريخ تجاهلها كثيراً بسبب عدم التوثيق المطلوب والادراك الشامل، ولو قمنا بالمقارنة مع باقي الثورات في العالم، سنجد أن رجال ثورة 14 أكتوبر أعتى رجال الأرض ، وأن ثورة 14 أكتوبر تحتل الصدارة والمركز الأول على مستوى العالم.
1- بلا دعم : غالبية الثورات التي قامت في العالم كانت تمتلك دعماً من خارج البلد الذي قامت فيه ، سياسياً وعسكرياً من أسلحة ومشاركة عسكرية ، والبعض كانت تمتلك رافد داخلي قوي يمونها مادياً ويوفر كل متطلباتها ، ما عدا ثورة 14 أكتوبر ، لم تمتلك أي دعم من الخارج ، فأستطاع رجالها بالبندقية القديمة أن يواجهوا سلاح الاحتلال المتطور من كلاشينكوف ومدفع ودبابة وطيران ، بل وهبت غالبية من الرجال والنساء والشباب يقارعون بلا سلاح ، واستطاع رجال الثورة عبر اختراق صفوف الاحتلال ومنظومته أن يحصلوا على السلاح بالإضافة إلى اغتنامه في المواجهات وقاموا يوجهوه نحو عدوهم ويلقوه في نحره ، وبإرادتهم القوية وامكانيتهم المعدومة أستطاع أولئك أن يقهروا الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ويجبروها على الرحيل من بلادهم.
2- رفض المغريات : لم يقم أي احتلال بالعالم بتقديم خدمات للشعوب التي يحتلها مثلما قدمت بريطانيا لجنوب اليمن.
بنية تحتية وتعليم وصحة ورياضة ومرتبات وغيرها من الخدمات ، حتى أصبحت عدن تحتل المرتبة المتقدمة في العالم ، وكل ذلك لضمان كسب أبناء الجنوب وتحقيق راحتهم حتى لا يتجهوا نحو الثورة عليها.
بالإضافة لعرضها تقديم مبالغ كبيرة للثوار ومناصب وامتيازات للتراجع عن ثورتهم في بداية الاحداث ، ولكن أولئك رفضوا كل المغريات ولم يهمهم ما حققته بريطانيا من منجزات ، وهذا يدل على أن ثورتهم انطلقت من مبدأ الحرية والوطنية ، فلا معنى للحياة عندهم ان تكون في رفاهية في ظل الاحتلال ، ولا مجال للمغريات الشخصية من أجل التراجع عن تحرير الوطن.
لأن أعيش حراً جائعاً أفضل من أن تشبعني لأكون لك عبدا.
3- أقل الخسائر : في الجانب البشري تجد أن اغلب الثورات في العالم تقدم خسائر كبيرة ، مليون شهيد في الجزائر للتحرير من الاحتلال الايطالي ، خمسة وعشرون الف جندي مصري في شمال اليمن سقطوا في مواجهة الامامة التي كانت ضعيفة في التسليح عسكري أمام مصر الداعمة لثورة 26 سبتمبر.
أما ثورة 14 أكتوبر فكانت خسائرها قليلة في الجانب البشري مقابل أن كانت خسارة الاحتلال أكثر بكثير ، وهذا دليل أن رجال الثورة وقاداتها كانوا محنكين عسكرياً واستخدموا خطط ناجحة وفريدة متمثلة بتحقيق لثورتهم نصر بأقل الخسائر وتحقيق هزيمة لعدوهم بأكثر قتلى في صفوفه.
4- مواجهة الاحتلال وأدواته : أستخدم الاحتلال البريطاني خطة خبيثة سعى من خلالها لتمكين سيطرته القوية والدائمة على الجنوب ، وأصبح الجنوب تحت حكم نظام الاحتلال العام والتقسيم الداخلي عبر السلطنات التي قام بها الاحتلال بهدف استخدام تلك السلطنات للصراع مع بعضها وفق منطلق فرق تسد ، ولاستخدامها أدوات تتبعه لاستخدامها ضد أي مسارات شعبية ثائرة ومناوئة للاحتلال وجعل الشعب يحمل عقليات الالتفاف حول السلطنات بدل الالتفاف حول التحرير ويصبح الحصول على امتيازات قبلية وعرقية بدل الحصول العام للوطن امتياز التحرر والاستقلال ومنح الاحتلال الرضى من قبل السلاطين وفق أنا معك من أجل أظل سلطاناً .
ولكن الثورة الأكتوبرية استطاعت التغلب على الاحتلال وأدواته وولدت ووعي جنوبي حقق الالتفاف الجماعي حول الثورة والتوجه نحو الاستقلال.
5- يومان وطنيان : كل الثورات في العالم لها يوم وطني واحد بعضها مرتبط بالبداية للانطلاق لأنها لا تمتلك حدث يبرز النجاح المحقق المزمن في النهاية والبعض لديها يوم وطني في النهاية لأنها لا تمتلك الانطلاقة القوية المحددة في البداية ، ما عدا ثورة 14 أكتوبر لها يومان وطنيان تأريخيان ، يوم 14 أكتوبر 1963 يوم انطلاق الثورة ، و يوم 30 نوفمبر 1967 يوم الجلاء وإعلان الاستقلال ورحيل آخر جندي بريطاني ، وهذا ما يدل على أنها كانت منظمة وتمتلك خطة ناجحة ومتكاملة ، وكانت تمتلك مزايا فريدة متميزة ميزتها عن كل ثورات العالم .
وهذا بفضل رجالها الأحرار ومناضليها الذين لهم كل التحية والتقدير.
المجد لهذه الثورة والخلود لكل شهداءها والفخر والاعتزاز لكل المناضلين من رجالها.