عودة الخرافة بمجيئ الحوثي
وجود الخرافة دليل على المجتمع المتخلف ، وبروز الجهل وضعف العلم وتدني مستوى التعليم.
وعادةً ما تظهر الخرافات بإسم الدين ، تقديس الشخصيات والاعتقاد بأن لها صلاحيات من صلاحيات خاصة بالله ، واعتقاد قدرة الأموات على المنفعة مع العلم أن الشخص لا يستطيع ذلك وهو حي فما بالك وهو ميت ، واعتقاد الكرامات لأشخاص بناءً على عرقية أو تصرفات معينة.
وكانت هذه الخرافات موجودة في اليمن في عهد الأمامة وما قبل ثورة 26 سبتمبر ، ولكن بعد الثورة ضعفت وأصبحت في حال منتهي تماماً ، حتى قيام الانقلاب الحوثي الذي بقيامه عادت الخرافات لأن هذه الجماعة هي في الأصل مبنية على خرافة وخرافية بحد ذاتها.
يتفق الدين والعقل والعلم ضد الخرافة ، وانتشار العلم في مجالات أخرى غير التخصص الإسلامي بالقرآن والعلوم يؤدي أيضاً لرفض الخرافات وعدم تصديقها ومحاربتها وهو بما يتفق مع حقيقة الدين.
جاء الحوثي وأدعى أن سيدهم حسين قرآن ناطق ، أي أن كلامه من كلام الله ويجب أن نقدسه كما نقدس القرآن ، وهذا أمر واضح لا يقبله الدين الاسلامي.
وأدعى أن تقدمهم من صعدة حتى عدن كان بتأييد الاهي ، وهذا أمر لا يقبله العقل لأنه يتنافى مع العوامل السياسية والواقعية ، ولو كان هناك تأييد الاهي لماذا اندحرت قواته من عدن والمخا والجنوب ، فمن أيدك لتبسط على صنعاء سيؤديدك لتبسط على عدن والجنوب.
وأدعى أن تراب قبور قتلاه عطور ومسك في حين لا توجد أي علامات على كرامة ذلك ، ولم نرى يوماً أحد من قتلاه عليه الابتسامة وهو مقتول.
قام بتعبئة عناصره بالخرافة وأعطاهم سلوساً حديدة أوهمهم أنها مفاتيح الجنة ، وأنهم يقاتلون الكفار واليهود والجنة تنتظرهم لا محالة
كل هذا التوجه الخرافي أعاد الخرافات وشجعها حتى أصبح عندنا عشرة أشخاص يدعون أنهم المهتدي المنتظر ، ومثلما فصل الحوثي القرآن على مقاسه وأرادته فصل اولئك شروط المهدي المنتظر على رغبتهم ومزاجهم.
جاء الحوثي بتعامل الخوض في الدين ، جعل سيدهم بمثابة القرآن ، وأنكر السنة أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ، وعطل دور العلماء وأنكر كل العلماء السابقين من مفسرين وفقهاء وأصحاب المذاهب الأربعة، ومن ذلك اتجه لايجاد منهج تعليم مبني على الخرافة ليقضي على التعليم في المدارس والجامعات ، مما أعاد الجهل للمجتمع وجعل الغالبية يخوضون في الدين ، مع العلم أن الأمور الدينية من اختصاص العلماء الراسخون في العلم ، والراسخون وصلوا لهذه بناءً على حفظهم لكتاب الله وعلوم الحديث والفقه وغيرها ، أما من يحتصر علمه على بعض ملازم فقط ويريد أن يحلها محل العلوم الإسلامية الأخرى ، فهذا خائض في دين وليس عالم.
والفرق بين العالم والخائض هو أن الأول أكثر علماً وفهماً للقرآن من أولئك الذين جعلوه استدلال سطحي ولم يفهموا معانيه.