الحوثي وتحرير إب القادم من الجنوب
في عام 2018 عندما ظهر هاني بن بريك في منطقة قعطبة ومريس عند ايصال قوات من مقاومة جنوبية وألوية دعم اسناد لذاك المكان لصد التعزيزات الحوثية الكبيرة التي قضت على التقدم الذي أحرزته قوات تابعة للشرعية وجعلته يعود للخلف، من ذلك الوقت لم يأمن الحوثي في إب يوماً واحداً، وزاد قلقه أكثر عندما تم تشكيل ألوية المغاوير وأصبح اللواء الثاني منها مرابط على أطراف إب في الفاخر وقعطبة.
قبل اعتقالي الأخير من قبل ميليشيات الحوثي ببضعة أشهر ، كتبت مقالاً يحمل عنوان تكليف شلال شائع بقيادة معركة تحرير إب ، وعند اعتقالي كانت بعض التحقيقات فيما يخص هذا الجانب ، وتلقيت جزء من التعذيب كي اقول لهم من الذي وجهني بالكتابة ولماذا كتبت وما المعلومات عندي عن هذا المجال ، ولم يجدوا عندي سوى الحقيقة ، فأنا كتبت هذا المقال من تلقاء نفسي لم يوجهني أحد كعادتي في كتابة كل مقالاتي باجتهاد ذاتي لم يوجهني أحد قبل الكتابة ولم ينصحني أحد بعدها ، فأصيب أحياناً وأخطأ أحيان أخرى ، ولكن ما عرفته في السجن هو كيفية الفزع والخوف لدى الحوثي في إب من شلال شائع وهو في الجنوب.
بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ، وقيام الفريق عيدروس الزبيدي في شهر مايو الماضي مصرحاً بأهمية التوجه عبر المشروع العربي بالتقدم في عملية التحرير ، أصيب الحوثي في إب بالذعر الشديد ، وقام بجمع كل مشائخ المحافظة ، والذهاب بهم إلى صنعاء والتقوا بالمشاط ، ثم اتجهوا إلى صعدة والتقوا بعبدالملك الحوثي ، وعند لقاءهم به ، قام الحوثي بخلع عسيبه وجنبيته ورماها أمامهم ، وقال بجاه الله عندكم أريدكم أن تحشدوا بقوة وتستعدوا لمواجهة القوات الجنوبية التي ستأتي من اتجاه الضالع.
المعروف أن الحوثي يتعامل بمنطق فيه نوعاً من الكبر والغرور ويُظهر فيه النصح والثقة الكبيرة بنفسه ، وهكذا حاله مع جميع من يقابلهم بما فيهم كل المشائخ في كل المحافظات بل أنه بما يخص إب يكون أكثر تكبراً وغروراً لأنه يستهين بمشائخها أكثر ، ولكن هذه المرة كان أول مرة يخلع عسيبه وجنبيته ويرميها متذللاً ومستجيراً أمام مشائخ إب وهو مالم يفعله قط أمام بقية المشائخ أبناء بقية المحافظات التي يسيطر عليها.
والسبب يعود إلى تصريح الزبيدي الذي جعل الحوثي يصيبه الذعر والخوف وينطرح متذللاً طالباً للنصرة أمام مشائخ إب ، واذا كان هذا حال الحوثي من تصريح فقط للزبيدي فكيف سيكون حاله لو أعلن انطلاق معركة تحرير إب.
قبل أيام على قناة الحدث قام أبوزرعة المحرمي قائد ألوية العمالقة بالقاء تصريح عفوي تحدث فيه أن المناطق التي تحت سيطرة الحوثي ستثور من داخلها.
ظن الحوثيون أن ذلك فيما يخص محافظة إب وان هناك توجه لانطلاق قوات جنوبية لتحريرها بتنسيق متزامن لاندلاع انتفاضة من داخلها.
أعلن الحوثي حالة الطوارئ في إب ومارس الاعتقال والاختطاف والتهديد والوعيد وعزز من قواته وشدد في المداخل وكثف عملية الرقابة والجاسوسية لمحاولة معرفة أي معلومات مرتبطة بما يخص إب وتحريرها القادم من الجنوب.
هنا يتضح كيف ينزعج ويرتبك الحوثي في إب من هاني بن بريك وشلال شائع وعيدروس الزبيدي وأبو زرعة المحرمي ، وهو ما يعني خوفه الكبير وذعره الشديد من أي زحف قادم من الجنوب يتجه لتحرير محافظة إب.