الاصلاح وقبائل الجوف المحتشدة مع العكيمي
أيدوا قرار مجلس القيادة الرئاسي بتعيين حسين العواضي محافظاً للجوف ، ثم اتجهوا من جهة أخرى يحشدون قبائل الجوف للمطالبة ببقاء المحافظ السابق.
بعد أن توغل حزب الاصلاح في كل مفاصل الدولة سابقاً ، أصبح همه الآن كيف يحافظ على ذلك التوغل مستخدماً عدة أوراق ضغط ضد مجلس القيادة والتحالف ، بهدف اعاقة التوافق والشراكة واحتواء الجميع والتقاسم العادل وصد قرارات التغيير بل وجعلها صعبة جداً ، وهذا ما يخدم الحوثي ويأثر سلباً على المناطق المحررة ويعرقل عملية التقدم لتحرير المناطق المحتلة من قبل أدوات إيران.
في عام 2016 كان حسين العواضي محافظاً للجوف ، فقام الاصلاحيون وحاصروه في مبنى المحافظة بمدينة حزم الجوف ، وأجبروه على المغادرة وضغطوا على الرئيس هادي ليقوم بتعيين الشيخ القبلي العكيمي بديلاً عنه ، ليصبح الأخير هو المحافظ وممثل المحافظة بمجلس النواب وقائد المحور وهو الشيخ ومدير المدرسة والكل بالكل بطريقة تجعل الحزب متمكن على كل شيئ بالمحافظة من خلال هذا الرجل ، مما يجعل أمر تغييره صعب جداً في المستقبل.
محاربةً لتوجه التحالف العربي المنزعج من سيطرة الاخوان على الدولة والساعي لاشراك الجميع كالمجلس الانتقالي وقوات طارق صالح ، قام حزب الاصلاح من خلال العكيمي بتسليم الجوف للحوثي كورقة ضغط ضد التحالف مفادها اما ان نكون نحن كل شيئ مالم فالحوثي البديل ، خاصةً والجوف تقع على الحدود مع المملكة ولها حدود مع حضرموت وطرق التهريب القادمة عبر المهرة.
بعد اقالة العكيمي وتعيين العواضي بديلاً له والتوجه لتحرير الجوف ، قام الحوثي والاصلاح بإثارة نزعة قبلية للتعصب والمطالبة بإعادة العكيمي ، وسعوا لتوسيع النطاق لينتقل على مستوى قبائل بكيل بدل ان يكون محصوراً على نطاق قبيلة ادهم احدى بطون بكيل ، والهدف اثارة القبائل ضد الدولة واعاقة تحرير الجوف وتمهيد لوقوفها بجانب الحوثي ضد تقدم التحرير.
هناك تواطؤ من قبل الشرعية يتضح في السماح لتلك القبائل بالعبور لتصل إلى الحدود وكان المفروض على القوات العسكرية أن لا تسمح بذلك.
لماذا لم تنتفض هذه القبائل ضد الحوثي وتفرض على العكيمي البقاء في الجوف وتقاتل معه ولا تسمح له بتسليم الجوف للحوثي ، وأيضاً لماذا لم ترفض هذه القبائل المحافظ المعين من قبل الحوثي والذي يمارس عمله في واقعها عبر سلطة الميليشيات الارهابية.
لم ترفض المحافظ المعين من قبل الحوثي المتواجد داخل المحافظة ، وتطالب الدولة ببقاء المحافظ الذي سلم المحافظة للحوثي وغادر خارج المحافظة ، وترفض المحافظ الذي سيأتي ليحرر المحافظة من الحوثي.
ما يحدث مؤشرات للصعوبات التي تواجه عملية تحرير الجوف وعودة الدولة والمحافظ العواضي وتحقيق الاستقرار والأمن والنجاح بعد التحرير.
الحوثي والقبائل سيقفون ضد التحرير.
الجيش الذي توافق مع العكيمي لتسليم الجوف للحوثي لن يقف مع العواضي لتحرير الجوف ولن يسانده بعد تحريرها.
وهذا ما يتطلب أن تكون مهمة تحرير الجوف مسنودة لقوات من العمالقة ، لكي تنجح العملية في التحرير بالشكل المطلوب ويتحقق الأستقرار بعد التحرير ويتم الحفاظ على التحرير بعد تحقيق التحرير ، وحتى لا تعود الجوف مستقبلاً للحوثي بعد تحريرها . فالتحرير مهم وما بعد التحرير أهم.