قوات العمالقة وعملية إعصار الجنوب
تقدمت ميليشيات الحوثي الارهابية لتتوغل وتسيطر على كل مديريات محافظة مأرب ما عدا مديرتين فقط ، كما تقدمت نحو شبوة لتسيطر على ثلاث مديريات بيحان والعين وعسيلان ، وكان مخططها السيطرة على المحافظة كاملة بما فيها عاصمة المحافظة وميناء قنا ، بما يجعلها تفصل الجنوب المحرر نصفين وتقسمه لثلاثة أقسام قسم الوسط الذي تسيطر عليه شبوة كاملةً وقسم عن يمنيها كعدن وأبين ولحج والضالع وقسم عن شمالها حضرموت والمهرة ، وكانت ميليشيات الحوثي حينها قادرة على التقدم والسيطرة بعد توغلها بسرعة على ثلاث مديريات في شبوة ، لولا قوات العمالقة الجنوبية التي انطلقت لتعلن انطلاق عملية عسكرية تحت عنوان اعصار الجنوب .
كانت كل التوقعات تشير إلى استغراق تلك العملية وقت طويل، فالحوثي كعادته يتشبث بقوة في أي مكان يسيطر عليه ويقاتل باستماته خاصةً بأن ما حققه في شبوة كان مجرد حلم له وأمر في غاية الأهمية بالنسبة لديه ، ولكن ما حدث كان خلاف كل التوقعات ، فقوات العمالقة استطاعت أن تحرر مديريات بيحان والعين وعسيلان خلال أيام معدودة ثم اتجهت لتحرير مديرية حريب في مأرب وجزء من مديرية العابدية.
حشد الحوثي كل قواته وامكانياته وتعزيزاته من جميع المحافظات المسيطر عليها باتجاه جبهة شبوة الثلاث المديريات التي سيطر عليها وكانت كل الجبهات متوقفة وهو الأمر الذي يخدمه بشكل كبير ويعزز قوته، ولكن كل ذلك انكسر وهوى أمام تقدم قوات العمالقة وصلابتهم التي جعلت جثث الميليشيات متناثرة فوق الرمال والشعاب بينما فرت بقية الميليشيات تجر أذيال هزيمتها.
ذلك التقدم الحوثي الذي سيطر به على جزء من شبوة ، جعل الناس في الشارع الجنوبي المحرر بحالة قلق ، كما جعل الناس في مناطق الشمال المحتل من قبل الحوثية أداة إيران يعيشون حالة يأس خاصةً وان ما حدث كان مع تراجع قوات الجيش من أطراف مدينة صنعاء إلى أطراف مدينة المجمع مركز محافظة مأرب وهو الأمر الذي أفقد الناس في محافظات الشمال أمل التحرير ، ولكن العملية العسكرية التي خاضتها قوات العمالقة وحققت نجاحها المتميز ونصرها النوعي ، رفعت القلق عن الشارع الجنوبي وأعادت الأمل إلى نفوس أبناء المناطق المحتلة من قبل الحوثي في الشمال ، وتعد هذه العملية انجاز باهر وفريد محسوب لقوات العمالقة التي أثبتت أنها عملاقة الحرب والنضال والشجاعة والاستبسال والاعداد والتجهيز والتخطيط.
واليوم مع مرور عام من انطلاق تلك العملية يجب علينا في الذكرى الأولى أن نرفع لقوات العمالقة الجنوبية عظيم امتنان وشكر وتقدير وعرفان ، كأقل ما نستطيع أن نقوم به ، ولا يشكر الله من لا يشكر الناس.