اليمن

“الأمريكي للعدالة”: حادثة التدافع في صنعاء تعيد التذكير بجريمة إحراق اللاجئين الأفارقة

دعا المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) إلى إجراء تحقيق عاجل ومحايد في حادثة التدافع التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال توزيع مساعدات مالية في إحدى المدارس، وتسببت بسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وأعرب المركز الأمريكي، عن بالغ أسفه وحزنه الشديدين بسبب الحادثة المأساوية التي تشير إلى كارثية الأوضاع الإنسانية التي تعيشها البلاد بسبب الحرب، وما آلت إليه أوضاع اليمنيين بفعل ممارسات مليشيا الحوثي التي أوقفت رواتب الموظفين العموميين وتسببت في شلل الحياة الاقتصادية بفعل الجبايات والإتاوات والتضييق على التجار ورجال الأعمال، ما أسفر عن اتساع رقعة البطالة وارتفاع أسعار السلع الأساسية.

وقال البيان: “لم تكتفِ جماعة الحوثي بكل تلك الممارسات؛ بل اتجهت إلى احتكار الأعمال الخيرية ضمن أنشطة هيئات وكيانات تنشئها لتبرير ممارساتها، وألزمت التجار ورجال الأعمال بتوريد ما يقدمونه من أموال للأعمال الخيرية والإغاثية إلى تلك الهيئات والكيانات”.

وأكد المركز الأمريكي، أن مليشيا الحوثي أجبرت التجار ورجال الأعمال، على دفع الأموال المخصصة للأعمال الخيرية إلى قياداتها وكياناتها، مشيرا إلى شهادة أحد التجار التي قال فيها بأن جماعة الحوثي وبعد أن أجبرته على دفع مبالغ كبيرة تحت مسمى العمل الخيري؛ علم قياداتها بإنفاقه مبالغ أخرى للمحتاجين في بيئته، فأجبرته على دفع أموال إضافية لها بمسمى غرامة إخفاء ما عليه من زكاة.

وأوضح البيان، أن كل هذه الممارسات دفعت آلاف اليمنيين إلى أوضاع مأساوية وتسببت في لجوئهم إلى التسول وانتظار الإحسان والتزاحم على أبواب من يقدمون المعونات برغم ضآلتها، ما مثل إحدى أكبر عمليات إهدار الكرامة المشهودة في العصر الحديث.

وطالب المركز، المجتمع الدولي لإنشاء لجنة لإجراء تحقيق عاجل ومحايد، والكشف عن كل الملابسات التي أدت إلى هذه المأساة، وإحالة المسؤولين المباشرين وغير المباشرين إلى المساءلة، ومنع إفلاتهم من العقاب.

وأضاف بأن “من دواعي الأسف أن يظل المجتمع الدولي بهيئاته ومؤسساته وقواه الكبرى يتأملون هذا المشهد المأساوي في اليمن دون تدخل حاسم وحازم لإنهائه، وإن لم يكن التضامن الإنساني من دواعي التدخل المطلوب؛ فإن على العالم إدراك أن مثل هذه المأساة الإنسانية في اليمن ستلقي بظلالها وآثارها على الجميع في كل مكان، ولن تكون حكرا على بلد بعينه”.

وأشار إلى أن هذه الحادثة أعادت التذكير بجريمة إحراق اللاجئين الأفارقة قبل عامين في أحد مراكز الاحتجاز التابعة لجماعة الحوثي، والتي تنصلت منها الجماعة تماما برغم مسؤوليتها الواضحة عنها.

ولفت إلى أن طريقة تعامل مليشيا الحوثي مع هذه الحادثة وغيرها تشير إلى استهتارها المطلق بحق الحياة والسلامة الجسدية، وهي المتهمة على الدوام بارتكاب جرائم متعددة ومتنوعة وخطيرة.

وقال المركز، بأن المجتمع الدولي معني بالعمل على إنهاء المأساة الإنسانية في اليمن بشكل عاجل، وإيقاف تدهور الأوضاع المعيشية، وإنجاز عملية سلام عادلة وسريعة تعيد الاستقرار وتسمح للمجتمع باستعادة أنشطته الاقتصادية وممارسة حياته بما يحفظ له كرامته واعتباره.