اليمن

كيف ساهم صراع الأجنحة الحوثية في عرقلة جهود السلام في اليمن؟

كشفت الاحداث المتوالية في اليمن منذ الانقلاب الحوثي واحتلال صنعاء بدعم كبير من الحرس الثوري الإيراني, عن وجود صراع بين الاجنحة الحوثية يعيق كل مبادرات السلام في اليمن.

وذكر مراقبون يمينون أن الجماعة الحوثية نشأت في اجواء الحرب منذ تمردها على الدولة المركزية وخاضت المعارك ضد الدولة والشعب اليمني باسم المظلومية الزائفة وان الجماعة تعمل على عسكرة المجتمع اليمني ليكون خزان وقود بشري لإملاءات طهران لان الجماعة لا تستطيع البقاء في أجواء السلم والتعددية للأطياف اليمنية.

وأشار المراقبون إلى أنه في الوقت الذي سعى الوسطاء السعوديون والعمانيون لإطلاق مشروع اتفاق شامل للسلام، وكان حصيلة ستة شهور من النقاشات واللقاءات التي عقدت بين الوسطاء وممثلي الجماعة والجانب الحكومي، وشارك في إنضاجه ممثلو الدول المعنية باليمن، فقد خرج قادة معروفون في الجماعة بخطاب تصعيدي، وتبعته اشتراطات وتغيير في الأولويات، وهو ما كان وفق مصادر حكومية سبباً أساسياً في عدم إبرام الاتفاق قبل حلول عيد الفطر.

وأكد المراقبون أن التنافس بين الأجنحة الحوثية انعكس على المحادثات، مدللين بالمدعو محمد علي الحوثي الذي ظل طوال السنوات الماضية يقدم نفسه ممثلاً لجناح الاعتدال داخل الجماعة، وحاول من خلال ذلك الوصول إلى رئاسة مجلس الحكم في مناطق سيطرتهم، لكنه ظهر أخيراً أكثر تطرفاً وعداءً لأي جهد يؤدي إلى تحقيق السلام.

وأوضحوا أن رواتب الموظفين ومعاناتهم المعيشية تأتي في سلم أولويات الحوثيين، ولهذا يبذلون كل ما باستطاعتهم لمنع أي اتفاق بشأنها، وتعنتهم في منع تداول الطبعة الجديدة من العملة المحلية، وحرمان أساتذة الجامعات والقطاع الصحي والقضاة من رواتبهم الشهرية التي كانت ترسل من عدن.

مشيرين إلى أن هذا يعكس الرغبة في إيصال رسالة إلى السكان في مناطق سيطرتهم بأنهم أصحاب القرار في كيفية صرف المرتبات، وأنهم سيتحكمون فيها.

من جانبه قال المحلل السياسي نشوان العثماني إن التركيبة الصعبة لهذه الجماعة تجعلها في المقام الأول تشعر بأن أي اتفاق سلام سيأتي عليها من الداخل، ولهذا فإنها لا تستطيع الصمود أمام استحقاقات السلام، ويشير إلى أن صمود الجماعة خلال الفترة الماضية ارتبط بأسباب متعددة، منها الحرب والتوازن الإقليمي والدولي الذي مكنها من ذلك، إلى جانب الانشقاقات التي حدثت بين مكونات الشرعية.

– اقرأ ايضا: الكشف عن اشتراطات حوثية تستهدف مرتبات الموظفين في مناطق الشرعية

ومن جهته تحدث مسؤول في الحكومة الشرعية لصحيفة الشرق الأوسط، عما وصفه بمراوغة الحوثيين خلال المحادثات الأخيرة، وأكد أنهم عادة ما يستخدمون القضايا الإنسانية لابتزاز الشرعية والتحالف الداعم لها، ولكنهم عند الجلوس إلى الطاولة لمناقشة معالجة هذا الملف يتهربون من استحقاقاتها.

وأضاف: أنهم ومنذ سنوات يطالبون بحسم الملف الإنساني قبل الانتقال إلى الملف السياسي، لكنهم الآن يطرحون مطالب سياسية، بما فيها منحهم حق التحكم في رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم.

وأكد أنه بعد موافقة الحكومة على صرف رواتب جميع الموظفين مدنيين وعسكريين في مناطق سيطرة الحوثيين، استناداً إلى قاعدة بيانات عام 2014، تريد الجماعة الآن أن تسلمها الحكومة مبالغ الرواتب، على أن يترك لها أن تتحكم في صرفها، ومن ثم حرمان جزء من الموظفين منها، وتحويل بعضها لعناصرها الذين جرى إحلالهم بدلاً من الموظفين الذين فُصلوا لأسباب سياسية.

وأوضح أن الحوثيين يريدون توظيف كل القضايا باتجاه يخدم بقاء سيطرتهم على مؤسسات الدولة، ويسعون لانتزاع ما عجزوا عنه في المعارك بالمفاوضات، وأنه ليست لديهم رغبة فعلية لتحقيق السلام،