نماذج من مآسي انقطاع المرتبات على الموظفين في اليمن
مثل قطع المرتبات من قبل المليشيات الحوثية جحيما متواصلا في حياة شريحة واسعة من المجتمع اليمني والأسر التي تعتمد على الرواتب الشهرية لمواجهة المعيشة اليومية.
أحد موظفي مطار صنعاء تحدث عن معاناته بعد أن عمل في المطار لعقود, واصفا تلك السنوات بأنها كانت أجمل أيام عمره ولم يكن يواجه أي أزمة مالية كما هو اليوم.
وأشار إلى أن المطار قبل خمسة عقود كان المطار شديد الازدحام حيث كان الآلاف من المسافرين والعائدين والزوار الأجانب يصلون إلى المطار، لافتا إلى أن الراتب الشهري لم يكن هو مصدر الدخل الوحيد، وكانت المكافآت الشهرية التي يستلمها كل الموظفين تغطي كل احتياجاتهم.
وبعد الانقلاب الحوثي على الدولة وأصبح هذا الموظف بدون راتب أو حوافز وبدأت المعاناة المعيشية التي لم يتوقعها أي موظف حكومي.
وأضاف: أعمل حاليًا حارس أمن في مصنع للصلصة بدوام يصل إلى نحو 15 ساعة حتى أيام العطل براتب يصل إلى 50 ألف ريال فقط متابعا اضطررت إلى نقل أبنائي إلى القرية لأني لا أستطيع دفع إيجار المنزل، و أنام وأتناول الطعام في المصنع وأرسل الراتب كاملًا لأبنائي في القرية”.
من جانبه أوضح موظف متقاعد عمل كموظف حكومي في القطاع المدني، واليوم أصبح متقاعدًا، قبل انقطاع الرواتب أنه كان يستلم 75 ألف ريال تقريبًا ما يوازي 300 دولار في ذلك الوقت.
وأشار إلى تدهور حالته المعيشية حيث اضطر إلى أن يعمل بالأجر اليومي في حراج العمال، ونادرًا ما يتم حصوله على عمل بسبب سنه الكبير.
وقال أحد الصحفيين البالغ 42 عامًا، وهو موظف سابق في صحيفة الثورة، أنه كان يعمل في كتابة العديد من التقارير والمقالات الصحفية في الصحف اليمنية والعربية، وبعد الانقلاب الحوثي وسيطرة الحوثيين على موارد الدولة وقطع الرواتب لم يستطع مواصلة العمل في مجاله الصحفي.
وأكد انه باع ذهب زوجته لشراء خزان ماء صغير وجهاز رش للمياه بغرض العمل في غسل السيارات منذ الصباح الباكر وحتى الليل بين البرد الشديد من أجل توفير لقمة العيش لاطفاله.
نماذج وظيفية لعدد من القطاعات المتوسطة الذين أذلهم الحوثي وأرهبهم إذا تحدثوا فقط عن شيء اسمه الراتب حيث تهم العمالة والتعاون مع العدوان جاهزة من قبل الأمن السياسي والوقائي والطائفي الحوثي للزج به خلف القضبان .