خامنئي أم رئيسي.. من يتحكم بوكيل إيران في اليمن؟
يحاول نظام طهران الإرهابي التملص وإنكار دعمه العسكري وغير العسكري، لوكيل إيران المليشيات الحوثية الطائفيةً التي بناها عبر عقود من الزمن في جبال اليمن مرورا بتمكينها من سواحل البحر الأحمر لتهديد أمن المنطقة والعالم .
ويرى خبراء بالشأن الإيراني أن نظام الملالي استغل القضية الفلسطينية ودفع بالحرب في غزة، وكان الهدف الانتقام من الغرب الذي يحاصر نظامه الإرهابي، من خلال الحوثيين الذين تمكنوا من ضرب ومهاجمة الشحنات التجارية التي تربط أوروبا وآسيا في المحيط الهندي والبحرين الأحمر والعربي.
وأطلقت واشنطن ولندن إزاء ذلك الصلف الإيراني الحوثي عملية عسكرية بحرية أسمتها ” حارس الازدهار” لكنها لم تفلح حتى الآن في وقف الهجمات الحوثية بسبب الدعم الإيراني المتواصل وطبيعة التضاريس الوعرة التي نشر فيها الحوثيون آلتهم الصاروخية ومسيراتهم الإيرانية التي فتحت طهران ورشا لاعادة انتاجها داخل الأحياء السكنية مع خبرائها المتواجدين من الحرس الثوري الذي يمسك بزمامه راس النظام الإيراني التخريبي المدعو علي خامنئي.
وأكد الخبراء، أن الحرس الثوري هو من يأمر الحوثيين بالهجمات البحرية وينسقها من طهران وصنعاء والجزر والموانئ اليمنية على البحر الأحمر ويخفي مخازن صواربخها البالستية والبحرية في الجبال وفي السواحل اليمنية.
ومع كثر الحديث عن قدرة إيران على إيقاف هجمات الحوثيين، اوضح الخبراء أن تصرفات الحوثيين يُنظر إليها بشكل جماعي على أنها مناورات إيرانية باستخدام وكلاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وقد أدى تراجع قوة الولايات المتحدة في المنطقة وصعود وكلاء إيران إلى تشجيع إيران على تحقيق أهدافها.
وفي خضم الأزمة، فإن تعامل الهند مع إيران وطلب الصين الرسمي من إيران كبح جماح الحوثيين يدل على ان ما يحدث أكبر من مجرد صدام بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران وروسيا لان الاقتصاد العالمي والاضطرابات في سلسلة التوريد وسط صراعات تمتد من أوكرانيا إلى غزة، لها آثار كبيرة حتى على البلدان التي امتنعت عن الانحياز إلى أي طرف.
مصلحة إيران اولا
واشار الخبراء إلى استغلال إيران للقضية الفلسطينية التي تحاول تسخيرها للسيطرة على العالم العربي، وتصوير نفسها بانها أكثر قوة مقبولة من جانب العالم العربي الذي يعارض التطبيع بالمثل ومع ذلك، فإن هجمات الحوثيين الأخيرة تتجاوز الحسابات التقليدية لأعمال إيران بالوكالة ضد الولايات المتحدة.
واكدوا أن ما يحدث في المنطقة أعمق بكثير من السرد النموذجي الذي يشير إلى أن إيران تسيطر على الحوثيين على غرار حزب الله وحتى حماس، فالعلاقة بين إيران والحوثيين معقدة وتتطلب إعادة تقييم شاملة لكلا الطرفين.
واوضح الخبراء أن مصدر القرار في إيران ينبع من النظام الثيوقراطي بقيادة آية الله خامنئي الذي له اليد الطولى في قرار إيران داخليا وخارجيا أكبر من الرئيس رئيسي ، مؤكدين أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي يقوم بتدريب الوكلاء والإشراف عليهم، في المقام الأول تحت سلطة خامنئي وبالمثل، لكن الحوثيون يرون انفسهم كحلفاء استراتيجيين أكثر من كونهم وكلاء تقليديين.
وبينما يخضع وكلاء إيران لإشراف ودعم وتأثير الحرس الثوري الإيراني التابع لخامنئي، فإن الحوثيين يتبعون أجندات خارجة عن سيطرة طهران، بما في ذلك تلك التي تقع خارج نطاق نفوذ خامنئي. ولا يمكن إنكار أن الحوثيين تلقوا الدعم من إيران والحرس الثوري الإيراني، لكن اعتمادهم عليهما أقل أهمية مقارنة بحماس وحزب الله.
واشاروا إلى أن الحوثيين هم نتاج الحروب الأهلية ودورات العنف، ويضعون أنفسهم كحكام لليمن المنقسم. ويمتد ردهم إلى ما هو أبعد من تصرفات إسرائيل في غزة؛ فكلما قصف المحور الذي تقوده الولايات المتحدة صنعاء، كلما زاد عدد الحوثيين لأن لديهم ثلاثة أهداف رئيسية، بعضها يتماشى مع إيران وبعضها مختلف.
ومع الرعب المستمر الذي تفرضه إسرائيل في غزة والإجراءات التي تقودها الولايات المتحدة في اليمن، يحاول الحوثيون اكتساب الشرعية في المنطقة وخارجها، وجذب مجندين جدد متطرفين وارسال رسالة إلى العالم العربي الأكبر مفادها أن قضيتهم هي حرب مقدسة.
كما يسعى الحوثيون إلى الحصول على اعتراف رسمي على غرار ما حدث مع طالبان في أفغانستان؛ بعد ان استحوذ عدوانهم على اهتمام عالمي، ومن المرجح أن يتم أي تحرك نحو التطبيع من خلال الحوار، على غرار اتفاق الدوحة، الذي من شأنه أن يمنحهم الشرعية السياسية. كما يهدفون ثالثاً إلى قبولهم في العالم العربي والإسلامي كقوة أخلاقية ودينية تناضل من أجل الفلسطينيين، بدلاً من أن يُنظر إليهم على أنهم مجرد وكيل لإيران.
ولفت الخبراء أن طهران لعبت بالفعل دورًا مهمًا في تشكيل ومساعدة نمو الحوثيين، على غرار مشاركتها مع حزب الله وحماس. وعلى الرغم من اتفاق السعودي الإيراني الذي توسطت فيه الصين، وتوقف الحوثيون عن إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية، فإن التحالف بين طهران والحوثيين قد يتجاوز هذا الاتفاق.
وعللوا ذلك بان بقتصاد الحرب التابع للحوثيين لايعتمد على طهران فقط للحصول على الدعم الاقتصادي، على عكس الاعتقاد السائد. وبدلاً من ذلك، فهم.يزدهرون من خلال أنشطة غير مشروعة مختلفة، بما في ذلك الفدية والنهب وحشد أموال النفط، والتي تصل قيمتها إلى ملياري دولار.
وتخدم الشراكة الاستراتيجية للحوثيين مع إيران استراتيجية إيران الضيقة للحفاظ على اقتصادها، والسيطرة على البحر الاحمر وباب المندب واستخدام الحوثيبن خنجر في خاصرة دول الخليج، ومع ذلك، بعيدًا عن هذا الترتيب، يحافظ الحوثيون على أنفسهم من خلال وسائلهم الخاصة، بما في ذلك إمدادات الأسلحة المحتملة من كوريا الشمالية.
واختتم الخبراء في شؤون الجماعات الشيعية التي كونتها طهران، ان الحرس الثوري هو المتحكم بتصرفات الحوثيين وتوجيه هجماتهم من خلال الدعم الذي يقدمه حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني للطائرات بدون طيار والصواريخ وتدريبات حرب العصابات إلا أن طهران تحاول جاهدة عدم تحمل سلوكيات الحوثي غير القانونية عالميا وتكتفي بالقول إن الحوثيين يملكون قرارهم، في حين أن الحاكم الإيراني الذي نصبه المرشد الأعلى في صنعاء المحتلة هو الذي يوجه الحوثيين بما يخدم الطموحات الإيرانية في المنطقة.