اليمن

المغترب اليمني في رمضان ذكريات لا تمحى وحنين متزايد

تهامة 24 – تقرير خاص

في إحدى المدن السعودية التي استقر بها، ومع اقتراب موعد أذان المغرب، يجلس أبوبكر فضل المغترب اليمني ينظر خارج النافذة بابتسامة حزينة تعكس شوقه الشديد لعائلته وأبناء قريته، فهو يقضي شهر رمضان للعام الثالث على التوالي في أرض المهجر..

يقول أبوبكر لـ«تهامة 24» “مع قدوم رمضان أتذكر أيامه الجميلة في قريتنا مع عائلتي والأصدقاء والجيران، وأشتاق لتلك الأجواء الروحانية، واللحظات الجميلة التي تعزز الروابط العائلية وتغذي الروح الإنسانية”.

ويضيف “من الذكريات الجميلة التي اتذكرها ترديد الاهازيج الروحانية بعد تناول وجبة العشاء وأثناء ذهابنا إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح وبصوت عال مع شعور بالفرحة والسعادة.

ويتابع “من الذكريات ايضا صوت القارئ اليمني على إذاعة صنعاء حيث نجتمع حول المذياع ننتظر موعد أذان المغرب بكل شوق ولهفة” .

ويستطرد “لايمكن أن أنسى رائحة القرية وأهلها في هذا الشهر المبارك، وكل لحظة تعود ذاكرتي إلى منزلي وأحبائي في القرية وسأظل أحمل في قلبي قريتي وتاريخها وأهلها على الدوام”.

ماجد غبر هو الآخر يقضي رمضان للعام الرابع في جمهورية الصين الشعبية حيث يتلقى تعليمه الجامعي

يقول ماجد يؤكد ماجد انه يشعر بالحنين لبلاده طوال العام، وليس فقط في شهر رمضان إلا أن شهر رمضان يزيد من شدة حنينه وشوقه للعودة إلى بلاده، التي يحمل ذكريات جميلة وعاطفة قوية تجاهها .

ويقول: أفتقد روح الترابط الاجتماعي والمشاركة في الأعياد،والمناسبات وأحن إلى الحياة البسيطة والأجواء الهادئة التي أجدها في قريتي.

تملأ طقوس رمضان في الغربة قلب ماجد بالحنين والحزن، يتذكر صلوات التراويح في المساجد الضخمة في اليمن، حيث يلتف المسلمون حول الإمام ويستمعون لتلاوة القرآن الكريم بصوت جميل. وهنا في الغربة، يجد نفسه يتأمل النجوم اللامعة في سماء هادئة، ويؤدي صلواته الخاصة بمفرده.

وبصبر وقوة إيمان يقول ماجد،، “أحاول أن أجد الفرحة والمعنى في كل لحظة من شهر رمضان، حتى وإن كانت الظروف تختلف عن تلك التي اعتدنا عليها في اليمن وندرك أن الغربة ليست إلا محطة مؤقتة في حياتنا، وأننا سنعود إلى أرض الوطن في يوم من الأيام، حيث ستكون اللحظات الجميلة والأوقات الروحانية في رمضان تنتظرنا”.

ودفعت الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد ملايين اليمنيين إلى البحث عن حياة أفضل خارج البلاد حيث اضطروا إلى الهجرة واللجوء إلى دول أخرى للبحث عن لقمة العيش بعد أن تأثرت البنية التحتية للبلاد بشكل كبير.

وفي العام الماضي كشف نائب وزير شؤون المغتربين في حكومة صنعاء زايد الريامي عن عدد المغتربين اليمنيين في العالم حيث قال ان “عدد اليمنيين في الخارج يزيد عن 14 مليونا و200 ألف ما بين مغترب ومهاجر ، منهم أكثر من مليوني مغترب في السعودية”

ووفقا لإحصائية رسمية سعودية بلغ عدد اليمنيين المغتربين في السعودية حتى نهاية 2022م، (1,803,469) شخصا.

وهؤلاء “1,334,481” من الذكور، و “468,988”، إناث. وقد جاءت الجالية اليمنية في السعودية، وفق الاحصائية التي نشرتها هيئة الإحصاء السعودية في المرتبة الرابعة.