ترامب والحوثيون.. من سيحسم الامر
تمكن الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب من الفوز الاربعاء 7 نوفمبر2024م على منافسته كامالا هاريس…ليعود إلى البيت الأبيض مرة أخرى، بعد أربع سنوات من مغادرته، ليكون بذلك ثاني رئيس يعود للرئاسة مجدداً عبر تاريخ الانتخابات الأميركية بعد الرئيس جروفر كليفلاند في 1885م ( الاولى ) و 1893م ( الثانية ) ..
عقب فوز ترامب مباشرة أعلن للأمريكيين ملتزما لهم بثلاثة أمور اغلاق الحدود أمام المجرمين وإعادة كل المهاجرين الغير شرعيين إلى بلادهم..
وفي الأمر الثاني قال لهم : سأحارب من أجلكم ولن ارتاح حتى اقدم لأمريكا الراحة والازدهار.. وفي الأمر الثالث وبالفم المليان قال لهم: اعدكم أن هذا العصر سيكون العصر الذهبي لأمـريكا وسنصلح معا كل شيء…
التزامات التزم بها ترامب لشعبه ولم يعلن عن الالتزامات التي عليه أن يلتزم بها تجاه العالم ولا عن استعداده لدعم الجهود الرامية لإخماد الحرائق المشتعلة في الشرق الأوسط والحرب في قطاع غزة والحرب الروسية الأوكرانية وحروب وقضايا وملفات أخرى.. إلى جانب أنه لم يعلن أنه سيمضي في استكمال تنفيذ مالم يستكمل تنفيذه من قرارات خلال فترة ولايته الأولى ومن تلك القرارات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.. لم يعلن ذلك صراحة لكنه هدد بذلك..
في تقديري يعد مخطئا من يقول إن لا شيء سيتغير بعودة دونالد ترامب إلى السلطة مجدداً
فعودته لاشك سيكون لها تأثير كبير على مستوى العالم كله.. وبخصوص الميليشيات الحوثية لا أتصور أنهم سينجون من ترامب خاصة بعد تصاعد تهديداتهم وتضرر الولايات المتحدة وحلفائها لأضرار جسيمة وان استقرار الولايات المتحدة وحلفائها لن يتحقق إلا بالقضاء على الميليشيات الحوثية ..
فخلال الدورة الرئاسة الرئاسية الاولى ( 2016م/ 2020م ) لم يكن يبدو أن هناك تخادما حوثيا واضحا أو مكشوفا كما بدأ ذلك في رئاسة بايدن ..
وليس ذلك وحسب بل إن ترامب أعلن رسميا عزمه تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وفي المقابل وضع الحوثيون ترامب على رأس قائمة المطلوبين للقضاء الحوثي.. وهذا العداء يدل على أن العداء بين الحوثيين وترامب كان قائما وسيظل قائما..
وحتى إن تغيرت لهجة زعيم العصابة الحوثية عبدالملك الحوثي تجاه ترامب عقب فوزه وعودته للبيت الأبيض بقوله : ” بعض الأنظمة العربية وأبواقها الإعلامية تحاول التهويل على شعوبنا من ترامب، ولدينا في اليمن تجربة مع ترأمب ” فإن هذا الغزل لترامب جاء بعد أن كان ترامب قد أطلق تصريحات نارية خلال حملته الانتخابية ” سننال من الحوثيين بل وسنقضي عليهم “..وهو ما يجعل ترامب يبدأ بخطوات تفضي إلى تحقيق ما وعد به الشعب الأمريكي ومن ذلك تعيينه لفريق إدارته الجديدة من شخصيات تكن حقدا كبيرا على روسيا والصين وإيران وفي مقدمتهم وزير الخارجية روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتزا وآخرين تجمع الجميع قواسم مشتركة تجاه خصوم امريكا عسكريا ..
المهم في قادم الأيام هل عاد ترامب فعلا للقضاء على الحوثيين وتصنيفهم منظمة إرهابية والنيل منهم كما وعد وهدد وأعلن ذلك أمام الشعب الأمريكي والعالم والحوثيين قد سمعوا ذلك .. ام أن أمورا قد تحدث ويضطر ترامب إلى اتباع أسلوب المهادنة.. وكيف سيفعل مع دعوة القضاء الحوثي له للحضور لمحاكمته كمجرم حرب.. وفي المقابل وغير مغازلة زعيم العصابة الحوثية لترامب هل ستثبت الميليشيات الحوثية إن ترامب لا يعنيها بشيء أو ستقدم لأمريكا تنازلات مقابل أن تقدم امريكا للحوثيين مقابل تلك التنازلات..
فمن المؤكد أن دورة ترامب الراهنة في البيت الأبيض ومواصلة الحوثيين لتهديداتهم للملاحة والتجارة الدولية دون أي اهتمام لترامب.. سيجعل السؤال الوحيد بينهم: من سينجو من الاخر؟ ؟؟..