اليمن

محللون يردون على تقرير أمريكي يضخم من قدرات الحوثيين

رد محللون يمنيون على تقرير لموقع سترانفورد الأمريكي الذي ضخم من القدرات العسكرية الحوثية وقدرتها على إعادة احتلال مناطق محررة.

وقال وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية أسامة الشرمي: “تُلوح مليشيا الحوثي في كل مرة باجتياح عدن أو اجتياح الجنوب كما يسمونه، والوصول إلى المناطق المحررة وإعادتها إلى حاضنة الانقلاب، وهذا أمر لا يخرج عن إطار التصعيد العسكري، ولن تتحقق أهدافه مهما سعت أو حشدت”.

وأضاف الشرمي لـ”إرم نيوز”: “تعرف ميليشيا الحوثي القوة الضاربة المتواجدة في الجنوب، كما تعلم دور دول التحالف العربي، علاوةً على استحالة سماح المجتمع الدولي، لهذا السيناريو بالتكرار”.

ويرى الشرمي أن ذلك “مجرد مسعى للتصعيد تؤمل به الميليشيا قواعدها وعناصرها من جنود وأفراد بهدف رفع معنوياتهم، من خلال بثّ مزاعم أنهم سيُعاودن احتلال هذه المحافظات من جديد، إذ أصبحوا يشعرون أنهم في مرحلة ضعف منذ تحرير عدن والمناطق المحررة كاملة من قبضتهم”،

وأعرب عن أمله بأن “تحشد الحكومة خلال المرحلة المُقبلة كامل قواتها ومكوناتها باتجاه تحرير العاصمة صنعاء، من سيطرة هذه الميليشيا”، لافتًا إلى أن “هذا السيناريو هو القابل للتحقق، وليس ما تزعم ميليشيا الحوثي أنها تسعى لتحقيقه”.

محاولات انتحارية فاشلة

من جهته، قال المحلل السياسي فؤاد مسعد، إن الوقائع اليومية في بضع جبهات في الضالع ومأرب وتعز، تثبت أن الحوثيين يسعون لتوسيع رقعة الحرب، رغم أن البلاد في حالة هدنة منذ العام 2022، “بيْدَ أن الهدنة من وجهة نظر الحوثيين تعني الاستعداد للحرب والعمل على إشعال الصراعات في كل منطقة”.

وتابع معلقا على التقرير الأمريكي “باعتقادي أن ما ذكره التقرير صحيح من زاوية مساعي الحوثيين لمزيد من السيطرة”، مُستدركًا: “لكن قدرة الحوثيين في الوضع الراهن باتت عاجزة عن تحقيق ما يسعون إليه، ولا سيما في ظل الضربات الموجعة التي تلقتها إيران وأذرعها المسلحة في لبنان وسوريا”.

وذكر أن الحوثيين لا يزالون يشكلون تهديدًا مباشرًا لبضع مناطق ومحافظات رئيسة، لكن قوتهم لم تعد كافية لتغطية أي تحرك قادم، مع أنهم يحاولون إرسال العديد من الرسائل للداخل والخارج بأنهم لم يتأثروا بما وقع لشركائهم في سوريا ولبنان، وأنهم في وضع يمكّنهم من إشعال الحروب داخليًّا وخارجيًّا”.

وأكد مسعد أن جبهتهم الداخلية أصابها الضعف والتفكك، بسبب الخلافات والصراعات الداخلية التي عصفت بالقيادات الحوثية السياسية والعسكرية والميدانية”.

استدعاء المزيد من الحروب عوض الاعتراف بهم

بدوره، يقول الصحفي والمحلل السياسي خالد سلمان، إن: “الحوثي في حالة حرب مستمرة، غير قابل للعيش خارج ساحة تمنحه شرعية الاستمرار، إذ إنه بلا مشروع دولة، وبالتالي يفتقر إلى ثقافة الإنجاز، ولا يجيد سوى استدعاء المزيد من الحروب والمغامرات العسكرية على صعيدي الإقليم والداخل المحمل بكل أسباب الانفجار”.

وتساءل سلمان “هل سيحارب الحوثي ثانية ويعيد اليمن إلى نقطة البدايات، حيث احتدام المواجهات المسلحة؟”، لافتًا إلى أن “المناوشات الحالية في مأرب هي جسّ نبض واختبار معادلة القوة لمعركة لم تبدأ بعد”.

واستفاض سلمان في تحليله، حيث قال: “هناك عوامل متداخلة، أوّلًا الضرر الذي سيلحق بالميليشيا جراء البدء بتطبيق قرار الإدارة الأمريكية تصنيفها جماعة إرهابية أجنبية، حيث إن تجفيف الموارد وتضييق شبكات تهريب الأموال، سيدفعان الميليشيا للبحث عن بدائل محلية، وهنا يبرز مثلث الثروات كبديل عن الدعم الإيراني”.

وأضاف سلمان: “العامل الآخر يكمن في تحديد ما ستؤول إليه العلاقات الإيرانية الأمريكية الإسرائيلية، وكيفية إدارة الملف النووي سلمًا أو حربًا”، متابعًا: “أما العامل الأخير فيكمن في استشعار الحوثي بخطر دعم الجيش الوطني والكيانات العسكرية المناهضة له، للبدء بعملية تحرير المناطق والإمساك بالأرض”.

واختتم سلمان حديثه بقوله: “في مطلق الأحوال، كل المؤشرات تذهب إلى أن الحوثي بلا خيارات متعددة، سوى الهروب نحو الحرب، بحثًا عن بدل فاقد تمويلي لآلته العسكرية من جهة، ومن جهة ثانية تحسين وضعه التفاوضي حال إحياء مسار التفاوض”.

مقالات ذات صلة