بفعل قيود الاحتلال.. 9 بالمئة فقط من مرضى وجرحى غزة سافروا للعلاج بالخارج

كشف مركز الميزان لحقوق الإنسان في فلسطين، أن نسبة المرضى والجرحى الفلسطينيين الذين تمكنوا من السفر للعلاج خارج قطاع غزة عقب عدوان الاحتلال الإسرائيلي، لا تتجاوز 9 بالمئة، من مجمل الأعداد المرشحة للسفر والتي تتزايد باستمرار، وذلك بفعل القيود والصعوبات التي يفرضها الاحتلال.
وذكر المركز في بيان صحفي، أنه منذ مطلع شهر فبراير الماضي، بلغ عدد الذين تمكنوا من السفر والانتقال عبر معبر رفح 1109 من المرضى والجرحى فقط، من أصل 12 ألف حصلوا على تحويلة طبية للعلاج بالخارج ولم يتمكنوا من مغادرة القطاع بسبب قيود الاحتلال، موضحا أن وزارة الصحة اضطرت إلى تحويلهم بسبب عدم توفر علاجهم في قطاع غزة، خاصة مرضى الأورام والقلب والفشل الكلوي وزراعة الكلى، والعظام والكسور المعقدة.
وحذر من أنه في ضوء القرار الأخير للاحتلال حول إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، وفي حال استمرار إغلاقه، فإن حياة آلاف المرضى لا سيما الذين يحتاجون للسفر لتلقي العلاج في الخارج ستكون معرضة لخطر الموت المحقق.
وأكد المركز الحقوقي أن سيطرة الاحتلال على معبر رفح البري، المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة للعالم الخارجي، وفرض القيود المشددة على سفر الجرحى والمرضى يشكلان تهديدا جديا لحياة المرضى ويضاعفان المخاطر عليهم، خاصة أن أصحاب الأمراض الخطيرة مثل مرضى السرطان الذين تم تدمير مرفقهم الطبي الوحيد، باتوا بحاجة ماسة لاستكمال العلاج، وبالمثل مرضى القلب المفتوح وزراعة الكلى، والجرحى ممن هم بحاجة إلى عمليات جراحية دقيقة وزراعة وتركيب الأطراف والأعضاء اللازمة للحافظ على حياتهم.
وشدد المركز على أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، تواصل عرقلة وصول المرضى والجرحى إلى المستشفيات والمرافق الصحية خارج قطاع غزة لتلقى واستكمال العلاج الضروري، وتفرض قيودا على عملية إجلاءهم وسفرهم عبر معبر رفح البري، وتحرمهم من الحصول على العلاج التخصصي، وتضاعف من خطورة أوضاعهم الصحية.
وقال إن ذلك يأتي في ظل تقويض قوات الاحتلال للمنظومة الصحية عبر تدمير المستشفيات والمراكز الصحية التي تعرضت لهجمات منظمة على مدار 15 شهرا، ونجم عنها تعطيل خدمات الرعاية الصحية، والعناية الضرورية للجرحى والمرضى، والعجزة، والأطفال، والنساء، وتحول دون إعادة تأهيل المستشفيات وتمنع دخول الأجهزة والمواد الضرورية لخدمات الرعاية الصحية.
ونقل مركز الميزان عن الدكتور محمد أبو سلمية مدير عام مجمع الشفاء الطبي إفادته بوجود حوالي 20 ألف مريض وجريح يحتاج إلى ترميم عظام، موضحا أن كل حالة بحاجة إلى 3 عمليات جراحية، أي ما يعادل 60 ألف عملية جراحية.
وقال إنه “أمام هذا النقص والعجز لا يمكن تقديم الخدمات الطبية للمرضى، وفي ظل وتيرة السفر التي كانت متبعة عبر معبر رفح، سوف يستغرق المرضى والجرحى سنوات للتحويل والإجلاء للعلاج، كما أن سلطات الاحتلال ترفض طلبات بعض الجرحى والمرضى ومن بينهم أطفال ومرافقيهم، ومنهم من فارق الحياة.
وعبر المركز عن استنكاره لإصرار قوات الاحتلال على مواصلة الإبادة الجماعية في قطاع غزة عبر منع الإمدادات الإنسانية الضرورية، وآخرها قرار منع دخول المساعدات وإغلاق المعابر.
وطالب المجتمع الدولي بإجبار الاحتلال لإنهاء حصار قطاع غزة وإعادة فتح المعابر، ورفع القيود المفروضة على حرية الحركة والتنقل، وخاصة السماح فورا بإدخال المواد اللازمة لإعادة إعمار المنظومة الصحية، وإنهاء القيود المفروضة على معبر رفح والسماح بخروج وسفر الجرحى والمرضى لتلقى العلاج المناسب.