ترامب يصعد ضد الحوثيين.. وإيران تبحث عن مخرج

تهامة 24 – ترجمة خاص
بالتزامن مع الحملة العسكرية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الحوثيين، تتوالى التهديدات الأمريكية لإيران بسبب دعمها للمليشيات الحوثية التي تعطل الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن من خلال هجماتها على السفن التجارية.
وفي محاولة منها للتهرب من المسؤولية وتفادي التصعيد العسكري أو العقوبات الدولية، تحاول إيران أن تنفي صلتها المباشرة بالحوثيين، مؤكدة أن تحركاتهم تعبر عن إرادتهم المستقلة.
وتواجه إيران ضغوطاً متزايدة من الولايات المتحدة بسبب علاقتها بالحوثيين، الذين نفذوا أكثر من مئة هجوم على سفن تجارية باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة خلال الفترة من نوفمبر 2023 إلى يناير 2025، ما أسفر عن غرق سفينتين ومقتل أربعة بحارة.
وتتهم واشنطن طهران بتقديم الدعم العسكري واللوجستي للمتمردين، بينما يحرص القادة الإيرانيون على نفي أي تأثير مباشر لهم على قرارات الحوثيين.
فقد أعلن الجنرال حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، أن الحوثيين يتمتعون بالاستقلالية في سياستهم وقراراتهم، محاولاً بذلك تبديد الشكوك حول دور طهران في الصراع.
وتتباين الاستراتيجية الأمريكية الحالية في عهد ترامب بشكل واضح مع ما شهدته فترة الرئيس السابق جو بايدن، ففي يناير 2024، قادت الولايات المتحدة وبريطانيا عمليات جوية ضد الحوثيين، بلغت أكثر من 260 ضربة بحلول ديسمبر من ذلك العام، لكن تلك الحملة لم تحقق تأثيراً كبيراً.
ويرجع المحللون ذلك إلى حذر إدارة بايدن وسعيها لتجنب الخسائر المدنية أو إعادة إحياء الصراع اليمني المتوقف، مما جعل الضربات محدودة النطاق والفعالية.
أما في عهد ترامب، فتشير الغارات الأخيرة، التي أودت بحياة 53 شخصاً على الأقل، إلى نهج أكثر جرأة يستهدف مواقع وشخصيات رئيسية، مما يعكس استعداداً لتوسيع نطاق العمليات دون التقيد بالحسابات السابقة.
وتثير هذه التطورات قلقاً متزايداً في المنطقة، خصوصاً لدول الخليج العربي التي قد تجد نفسها في مرمى ردود فعل الحوثيين.
فقد أعلن المتمردون الحوثيون عزمهم على استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، وقد يمتد تهديدهم ليشمل البنية التحتية النفطية في دول الجوار، كما حدث في السابق منذ 2015.
ويرى المراقبون أن التصعيد الأمريكي قد يدفع الحوثيين لتكثيف هجماتهم، مما يزيد من مخاطر الاضطرابات في أسواق النفط العالمية ويبقي شركات الشحن بعيدة عن هذه الممرات الحيوية.
في هذا السياق، أكد ترامب عبر منصة “تروث سوشيال” أن حملته ضد الحوثيين تهدف إلى وقف ما وصفه بـ”القرصنة والإرهاب” الذي يهدد التجارة العالمية عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
بدوره، شدد وزير خارجيته ماركو روبيو، في تصريحات لشبكة “سي بي إس”، على أن الولايات المتحدة تقدم خدمة عالمية بإضعاف قدرات الحوثيين، مشيراً إلى أن العمليات أدت إلى القضاء على قادة بارزين وتدمير منشآت حيوية، وأنها ستستمر حتى تحقيق الهدف.
وتظل إيران في موقف حرج، حيث حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز من استهداف عناصر الحرس الثوري الموجودين مع الحوثيين.
وفي المقابل، يدرس المسؤولون الإيرانيون رسالة من ترامب لاستئناف مفاوضات نووية، بينما زار وزير خارجيتهم عمان، التي تستضيف مكتباً سياسياً للحوثيين، بحثاً عن وساطة محتملة.