الحديدة

لؤلؤة البحر الأحمر جزيرة كمران اسيرة الألغام الإيرانية

تهامة 24 ، تقرير خاص

تعد جزيرة كمران واحدة من اشهر وأقدم جزر البحر الأحمر لوجودها على خطوط النقل البحري بالنسبة لحجاج المشاعر المقدسة في نجد والحجاز منذ عهد الإحتلال العثماني التركي لليمن وحتى رحيله في نهاية الحرب العالمية الأولى.

فقد أدت هزيمة الدولة العثمانية إلى إلزامها من قبل بريطانيا بجمع جنودها و معداتها العسكرية وجلائها من تهامة عامة والحديدة خاصة في جزيرة كمران التي حولتها بريطانيا فيما بعد إلى قاعدة عسكرية بحرية كانت تأمل من خلالها فرض أحتلال طويل الأمد على مدينة الحديدة والذي لم يدم أكثر من 3 سنوات.

أطلق عليها البعض ” لؤلؤة جزر البحر الأحمر”, “سندريلا الجزر اليمينة”, والتي تقع على بعد حوالي ستة كم عن مديرية باجل وساحل الصليف، وميل بحري من منطقة شمال رأس عيسى.

لؤلؤة البحر الأحمر جزيرة كمران اسيرة الألغام الإيرانية 2

و”كمران” إسم مشتق من كلمة “قمران” وهي من الكلمات الدارجة في اللغة التهامية المحلية, تجمع بين المناظر الطبيعة البهية وشواطئ رائعة, وبين التاريخ العريق والذي ترك بصماته واضحة على معالمها الآثرية, وهو ما جعلها من إحدى أكثر المناطق جذباً للسياح.

جزيرة كمران هي إحدى مديريات محافظة الحديدة ويبلغ عدد سكانها حوالي 5000 نسمة تقريباً م و تضمها ثلاث تجمعات سكانية هي: مدينة كمران وتضم أكبر تجمع سكاني في الجزيرة وتقع منتصف الشاطئ الشرقي قبالة ميناء الصليف وتعتبر المدخل الرئيسي للجزيرة وقرية مكرم وتأتي ثانياً من حيث التجمع السكاني في الجزيرة وتقع إلى الغرب من مدينة كمران بمسافة 8 كم وقرية اليمن عند نهاية الجنوب الشرقي للجزيرة قبالة ميناء رأس عيسى وتبعد عن المدينة بحوالي 9 كم.

وعقب السيطرة عليها من قبل المليشيات الإيرانية كشفت معلومات عن شبكة من سلاسل ألغام بحرية نشرتها ميليشيا الحوثي الانقلابية حول #جزيرة_كمران في البحر الأحمر، إضافةً إلى طوربيدات نشرت على مقربة من “السفينة صافر” القريبة من ساحل الجزيرة،

لؤلؤة البحر الأحمر جزيرة كمران اسيرة الألغام الإيرانية 4

ووفقاً لمعطيات وإفادات من خبراء ومصادر عامة وخاصة، طوقت الميليشيا الحوثية الجهة الغربية من جزيرة كمران بسلاسل ألغام بحرية، ابتداءً من “رأس مسابق الريح” أقصى شمال الجزيرة، مروراً بـ”رأس الغشم”، وحتى مسافة قريبة من منطقة “مكرم” المعروفة بكثافتها السكانية في غرب الجزيرة،

وأوضحت مصادر خاصة أن الميليشيا تركت لأهالي “مكرم” مساحة 5 كيلومترات فقط في المياه المقابلة لـ”رأس فورة”، نشرت بعدها سلسلة ألغام بحرية من “رأس فورة” في الجنوب الغربي حتى ساحل “رشه” في الجنوب.

وفي سياق متصل، نشرت الميليشيات الحوثية طوربيدات بحرية في ساحل “رشه” جنوب جزيرة كمران، وهو ما ينذر بكارثة بيئية، كون ساحل “رشه” يقابل من جهة الجنوب الخزان النفطي صافر (على بعد 5 كلم)، ولا يفصله عن “السفينة صافر” سوى 7 أميال بحرية.

لؤلؤة البحر الأحمر جزيرة كمران اسيرة الألغام الإيرانية 6

ومع إصرار المليشيات الحوثية على عدم السماح لفريق الأمم المتحدة الفني لصيانة خزان صافر المتهالك على متن السفينة فإن مراوغة مليشيات إيران والتهديد بنسفها و هو ما ينذر بتسرب نفطي خطير كفيل بتدمير جزيرة كمران بأكملها على الفور و هلاك الأحياء و البيئة البحرية للبحر الأحمر بكارثة فضيعة ومرعبة

وتبقى جزيرة كمران اسيرة بيد المليشيات الإيرانية الإرهابية التي تجعلها رهينة للتهور المليشاوي : جزيرة جميلة بسكانها و قراها و بئيتها النادرة وتراثها القديم تحت عصابات تحاصرها بألغامها البحرية كالسور بالمعصم و لا تدرك معنى لقيم البيئة والجمال ولا ترعى لمواطن عهدا ولا ذمة ويتطلع أهلها ٱلبسطاء إلى يوم الخلاص وإن غدا لناظره قريب.