اليمن

الإرهاب ورقة الحوثي لوقف تحرير البيضاء (تقرير)

تهامة 24 ، تقرير خاص

يناور الحوثي في خطابه الإعلامي والسياسي مع العالم ويعزف على وتر تنظيمات إرهابية مثل داعش والقاعدة في كل مرة يسعى فيها لتبرير جرائمه التي يرتكبها بحق المدنيين الأبرياء كما يروج فكرة أنه في البيضاء لمحاربة الإرهاب .

وأصدر الحوثيون السبت 11 يوليو 2021، بيانا ونسبوه لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ووزعوه على وسائلهم الإعلامية، كتأكيد على العلاقة المتينة بين الجماعة والتنظيم.

وزعم البيان الذي تم صياغته في جهاز الأمني الوقائي بالعاصمة صنعاء التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية الموالية لإيران، أن تنظيم القاعدة يقاتل في جبهة الزاهر.

وفي ذات السياق، قالت باحثة بريطانية في شؤون تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بجامعة أكسفورد، إليزابيث كندال، إن البيان مزيف.

وأوضحت الباحثة، أن تناقض البيانات الواردة فيه، وظهور رأس البيان باللون الرمادي، إضافة إلى حذف التذييل، فضلا عن الأسلوب الذي لا يتوافق مع أسلوب الخطاب لتنظيم القاعدة، يكشف أن الحوثيين صاغوه، وهم متعودون على مثل هذه البيانات.

وتلجأ مليشيا الحوثي إلى ادعاء انها تقاتل تنظيم القاعدة، في الوقت الذي قالت فيه بيانات الولايات المتحدة الأمريكية أن قيادات تنظيم القاعدة في اليمن تتلقى أوامرها من قياداتها الموجودة في إيران.

وفي مطلع يوليو الجاري وبتنسيق وإيعاز من الحالكم العسكري لصنعاء المدعو حسن إيرلو عقدت قيادات حوثية رفيعة لقاءات مع مجموعة من القاعدة المنحدرين من أصول جنوبية في منطقة يكلا وشمل عددا من قيادات تنظيم القاعدة، لتنسيق الخطط الإرهابية والعمليات الانتحارية التي تستهدف المواقع الحيوية والخدمية في المناطق الجنوبية المحررة ومواقع الجيش في أبين وعدن.

وأفادت المصادر بأن الميليشيا سلمت الميزانية المخصصة للتنظيم، وكذلك التموينات النفطية للقيادي في التنظيم المكنى بـ”أبو حمزة المحضار”.

ومؤخرا استهدف هجوم حوثي مسجداً لمعسكر اللواء الخامس مشاه التابع للقوات الحكومية، في مديرية مودية بمحافظة أبين جنوب اليمن بواسطة طائرة مسيرة إيرانية الصنع.إذ قتل 7 أشخاص وأصيب 16 آخرون .

وذكرت مصادر أمنية وعسكرية لصحيفة عكاظ، أن الهجوم الحوثي استهدف المسجد أثناء صلاة الظهر، وكان إيرلو قد عقد في الأيام الماضية لقاءات مع قيادات موالية للحوثي من المناطق الجنوبية لحثهم على تكثيف جهودهم، والعمل مع الميليشيا لتوفير الدعم والإسناد للحوثي.

من جانبه اكد المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، إن مليشيات الحوثي الإرهابية وتنظيم القاعدة الإرهابي وجهان لعملة واحدة.

وكتب في تغريدة عبر “تويتر” م يقوم به تنظيم القاعدة الإرهابي في محافظة أبين، لا يختلف عن ما تقوم به مليشيات الحوثي الإرهابية في مأرب”.

وأضاف: “الحوثي والقاعدة وجهان لعملة واحدة، يخدمون مشروعا واحدا وهو المشروع الفوضوي الذي يخدم إيران”.واختتم تغريدته بهاشتاج: “اجتثاث الإرهاب مطلبي.

وكان تقرير حكومي مقدم إلى مجلس الأمن قد كشف النقاب في مطلع إبريل الماضي العلاقة بين ميليشيات الحوثي وتنظيمي داعش والقاعدة، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، مثل الإفراج عن عناصر ارهابية الذين كانوا مسجونين في صنعاء ومحافظات أخرى، والإفراج عن أحد أبرز العقول المدبرة لتفجير المدمرة الأميركية (يو أس أس كول).

وأوضح كيف تقوم هذه الميليشيات بتوظيف علاقتها “الوطيدة” مع التنظيمات الإرهابية لممارسة المزيد من الإرهاب ضد أبناء الشعب اليمني.

كما فضح التقرير المبني على معلومات وحقائق استخباراتية، العلاقة بين الميليشيات والتنظيمات الإرهابية التي اتسمت بالتعاون في مجالات مختلفة من بينها التعاون الأمني والاستخباراتي، وتوفير ملاذ آمن للعديد من أفراد هذه التنظيمات الإرهابية، وتنسيق العمليات القتالية في مواجهة قوات الشرعية، إضافة إلى تمكين عناصر التنظيمات الإرهابية من تشييد وتحصين معاقلها والامتناع عن الدخول في مواجهات حقيقية معها.

وأوضح كيف قامت ميليشيا الحوثي بالإفراج عن 252 سجيناً إرهابياً في سجون جهازي الأمن السياسي والأمن القومي في صنعاء ومحافظات أخرى، وأبرزهم جمال محمد البدوي أحد أبرز العقول المدبرة لتفجير المدمرة الأميركية (يو أس أس كول) والذي أفرجت عنه ميليشيات الحوثي عام 2018.

فعلى صعيد التنسيق الأمني بين ميليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية، أوضحت المعلومات والتقارير المتوفرة بأن ميليشيا الحوثي نفذت عدداً من العمليات الصورية المتفق عليها مع هذه التنظيمات ولم تقم بأي عمليات عسكرية حقيقية ضدها.

و قامت بعقد تفاهمات ميدانية مع العناصر الإرهابية التي تقوم بالانسحاب من مناطقها وتسليمها للحوثيين حتى تتمكن من الالتفاف على الجيش أو محاصرته (كما حصل في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء)، وفي مقابل ذلك التعاون تقوم الميليشيات الحوثية بإطلاق سراح عدد من الإرهابيين.

إلى ذلك، عرض التقرير كيفية توفير ميليشيا الحوثي الملاذ الآمن لعناصر القاعدة الإرهابية في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها، خصوصاً تلك العناصر التي فرت من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.

وأفاد بأن 55 من إرهابيي القاعدة يتواجدون في صنعاء والمحافظات الأخرى التي تقع تحت سيطرتها، أبرزهم المدعو عوض جاسم مبارك بارفعة المكنى (أبي بكر) و(بكري) الذي أقام في العاصمة صنعاء من العام 2017 حتى العام 2020، وكذلك الإرهابي هشام باوزير واسمه المستعار (طارق الحضرمي) الذي سكن في منطقة شعوب بأمانة العاصمة صنعاء.

كما وثق شهادات عناصر من تنظيم القاعدة الذين تم أسرهم من قبل الجيش الوطني وهم يقاتلون في صفوف الميليشيات ومنهم المدعو موسى ناصر الملحاني الذي اعترف بوجود مقاتلين من التنظيم مع الميليشيا، واعتمادها على عناصر تنظيم القاعدة المقيمين في صنعاء بإدارة مقرات تابعة لها لتحشيد المقاتلين.

وكشف التقرير الحكومي إقامة الحوثي جنازة للارهابيين الداعشيين سعيد عبدالله احمد الخبراني المكنى (أبو هايل) وحميد عبدالله أحمد الخبراني المكنى (أبو نواف) اللذان لقيا مصرعهما وهما يقاتلان في صفوف الميليشيات في منتصف آب/أغسطس 2020، وبثت قناة المسيرة التابعة للميليشيا الحوثية مراسيم تشييعهما.

يذكر أن مؤسس المليشيات الحوثية الهالك حسين الحوثي قد زار في مطلع 1987م شيخ الدين عمر عبد الرحمن في القاهرة، والذي كان من أحد رجالات الدين في مصر، وأدين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بالوقوف وراء تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك في 26 فبراير 1993.

كما أدين بالتآمر لنسف معالم رئيسية في نيويورك، بما فيها الأمم المتحدة، حيث حكم عليه بالسجن المؤبد وتوفي في سجنه الأمريكي في فبراير 2017م .