الصليف بين الحرمان وجور مليشيات ايران (تقرير)
تهامة 24 – حسام حسن
دأبت مليشيات الحوثي الإيرانية على عسكرة مدينة الصليف شمال محافظة الحديدة، وصرفت كل جهودها لجعلها شبه جزيرة إيرانية عسكرية بامتياز في وقت أن سكانها محرومون حتى من المياه العذبة التي تعيش عليها الأنفس.
.
وعلى الرغم أن الصليف مكان يفيض خيرات وثروات مهولة، ومرتع خصب لرؤوس الأعمال في البلد، وتعج بالمنشآت الحيوية النافذة فيه، كميناء الصليف وشركات الملح والجبس وأسواق الأسماك والمطاحن الكبيرة والشركات والمصانع العملاقة وكبريات الأعمال التجارية الأخرى. إلا أن المواطن لا يستفيد من ذلك شيئا حتى البحر لم يعد بمقدور الصياد أن يغوص فيه أو يذهب إلى أعماقه لكسب الرزق لأن الألغام الحوثية البحرية تتربص به والمليشيات تضحك على المواطنين بقولها نحن هنا لحمايتكم.
وعكست الأشهر والسنوات الماضية أن الحوثي قد طوع هذه الجغرافيا البحرية لتكون جزءا من سواحل إيران العدوانية ضد المنطقة والعالم.
وعلى الرغم أن أكبر رجال الأعمال في اليمن، بل وفي الشرق الأوسط يستثمرون فيها رؤوس أموال ضخمة وهم (مجموعة هائل سعيد أنعم، ومحمد عبدالله فاهم، وعلي محمد الحباري). إلا أن الخدمات فيها جدباء وكأن المواطن قد أصبح غريبا على هذه الأرض الساحلية التي عرفها منذ مئات السنين قبل أن يحتلها عناصر الكهنوت مصاصي الدماء وعرق الكادحين وثروات اليمن المهدرة.
هذه البيئة الاستثمارية تُجازَى بالتهميش والإقصاء منذ سنين، محرومة من أبسط حقوقها، تعاني الويلات وأصناف الألم، ويتم التعامل معها كمستعمرة أو حديقة خلفية من قبل الجميع، تأخذ منها دون عطاء ولو بقدر ضئيل مما تقدمه هذه المديرية لهم، وكأنها أرض استقطاعيه تُنهب أرضًا وإنسانًا.
معاناة أهالي مديرية الصليف ليست خافية على أحد، يلاقون حتفهم على جنبات الطرق بسبب درجة الحرارة المرتفعة هناك، لا سيما في فصل الصيف، يموتون محترقين في وقت يتنعم فيه مشرفي الحوثي في منازل فاخرة بالكهرباء ومكيفات التبريد.
وأصبحت الصليف منطقة تملؤها المؤسسات والمصانع والمنشآت الكبيرة ولا تصلها الكهرباء!، مهزلة ومفارقة عنيفة على النفس والفهم في ذات الوقت مع انعدام خدمة المياه بشكل كلي، ومن المفارقات العجيبة أيضًا -والتي قد لا ترونها في أماكن أخرى غير اليمن- أن مديرية الصليف منطقة يحيط بها البحرمن ثلاث جهات، ولكن مؤسسات المياه والتحلية في سباتٍ عميق إزاء القيام بدورها المنوط بتوفير المياه وتوصيله لكل المنازل واتخاذ حلولً تحد من معاناة هذه المديرية وأهاليها، فضلا عن مشروع المياه الجوفية المنقطعة خدمته عنها
ويلجأ بعض من الأغنياء من أهالي الصليف إلى شراء “وبايتات الماء” بأسعار باهضه تتجاوز الثلاثين ألف ريال، بينما يسعى البقية للحصول على “دبة ماء” في اليوم من هنا أو من هناك
وعند زيارة رئيس لجنة اونمها بيري مؤخرا إليها تم جلبه مع قيادات مليشيات حوثية ليرفع لهم تقرير بأن الصليف ميناء إنساني ولا علاقة له بإطلاق الزوارق المفخخة أو الصواريخ الباليستية المهربة من إيران أو خطف السفن الطبية التي لا تحمل طاقما مسلحا يدافع عنها من قرصنة الحوثي ومجموعة فيلق الخراب الإيراني.
واليوم يستغيث أهالي هذه المديرية من تهور مليشيا لا ترحم بل تفعل ما يملي المستعمر الإيراني البعيد وتحول كل مقدرات هذه المديرية لصالح مجهود إيران التخريبي في المنطقة بما فيها خطوط الملاحة الدولية في مياه البحر الأحمر.