باحث أمريكي: لا بد من تحرك عسكري لإنهاء السيطرة الحوثية على الحديدة
ميناء الحديدة.. بوابة تهريب الأسلحة الإيرانية تحت غطاء الاتفاق الأممي
دعا باحث أمريكي متخصص في شؤون الشرق الأوسط إلى ضرورة التنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية لدعمها في استعادة السيطرة على الحديدة، بمساعدة جوية أمريكية.
وقال الباحث المتخصص في معهد المشاريع الأمريكية، مايكل روبن، أن التلاعب باتفاق الحديدة لم يجلب السلام لليمن، بل أدى إلى تمكين الحوثيين وزيادة التهديدات التي يشكلونها، خاصة على الملاحة الدولية.
وأضاف روبن في مقال ترجمه “تهامة 24″، أن اتفاق ستوكهولم، الذي أُبرم في ديسمبر 2018، لم يُنفَّذ كما كان مخططًا له، مما أتاح للحوثيين الاستفادة منه لتعزيز نفوذهم بدلاً من تقديم أي تنازلات حقيقية.
وأوضح أن الحوثيين يدركون أهمية هذا الميناء لبقائهم، ولذلك عملوا بشكل حثيث على ضمان بقائه تحت سيطرتهم.. مشيرا إلى أن تصعيد السعودية والإمارات دعماً للحكومة اليمنية الشرعية، قابله الحوثيون بحملة دعاية مكثفة، مدعومة بوسائل إعلام مثل قناة الجزيرة، التي كانت تركز على انتقاد الدول الخليجية أكثر من اهتمامها بالحقيقة.
وأكد الباحث الأمريكي، إن ميناء الحديدة كان دائمًا شريان حياة رئيسي للحوثيين، إذ تصل عبره الأسلحة الإيرانية الأكثر تطورًا، إلى جانب طرق تهريب أخرى عبر عمان.
ولفت روبن إلى أن العديد من التقدميين في الحزب الديمقراطي الأمريكي واليساريين الأوروبيين والمنظمات الإنسانية، تبنوا الرواية التي تقول إنه لا يمكن السماح بخسارة الحوثيين للحديدة خوفًا من تأثير ذلك على إيصال المساعدات الإنسانية.
وبناءً على هذا التصور، دخلت الأمم المتحدة في وساطة أدت إلى توقيع اتفاق ستوكهولم، الذي نصّ على تسليم إدارة الميناء لطرف ثالث محايد، واستخدام إيراداته لدفع رواتب موظفي القطاع العام، غير أن الحوثيين، ومنذ البداية، لم يلتزموا بالاتفاق، بل أصروا على إبقاء موظفيهم في إدارة الميناء، مما جعل الأمم المتحدة في الواقع تدفع رواتب عناصرهم.
وأشار الباحث إلى أن نظام التفتيش الذي وضعته الأمم المتحدة كان رمزيًا أكثر منه فعّالًا، إذ كان بإمكان السفن التوجه إلى جيبوتي للتفتيش قبل إكمال رحلتها إلى الحديدة، لكن المشكلة الأساسية كانت أن السفن التي لم تُصرّح برحلاتها لم تكن مضطرة للمرور بالتفتيش أصلاً، مما أتاح للحوثيين استقبال شحنات غير خاضعة للرقابة، غالبًا ما تكون أسلحة ومواد مهربة، يتم تفريغها بسرعة بواسطة عمال الميناء الموالين لهم.
وأضاف روبن أن استمرار العمل بهذا الاتفاق خلق وضعًا مكّن الحوثيين أكثر، وجعلهم يشكلون تهديدًا متزايدًا على الملاحة الدولية.
وشدد على أن الولايات المتحدة والإمارات والسعودية ومصر، بالإضافة إلى الشركاء الدوليين الآخرين، إذا كانوا جادين في إنهاء هذا التهديد، فعليهم الاعتراف بفشل اتفاق ستوكهولم، واتخاذ خطوات أكثر حزمًا، مثل فرض حصار بحري على ميناء الحديدة، والسماح فقط للسفن التي تخضع لتفتيش دقيق بدخول الميناء.
وأشار إلى أن الحوثيين ليسوا محبوبين في الحديدة، وأن سيطرتهم على المدينة الساحلية ضعيفة، ويمكن أن تنهار بسرعة أكبر مما يتوقع البعض، على غرار ما حدث في حلب ودمشق خلال الهجوم الأخير لهيئة تحرير الشام.
وفيما يتعلق بالمخاوف الإنسانية، أكد روبن أن هناك حلولًا بديلة، مثل استخدام طائرات أوسبري المتمركزة في مطار بربرة بأرض الصومال لإسقاط المساعدات جوًا، تمامًا كما فعلت الولايات المتحدة عندما دعمت الأكراد السوريين أثناء حصار كوباني.
واختتم الباحث الأمريكي بالقول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن مؤيدًا للانتشار العسكري المطول، لكنه لم يكن مترددًا في استخدام القوة عند الضرورة، مستشهدًا باغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
وأكد أن معايرة السياسة وفقًا للواقع، بدلًا من التمنيات، يجب أن تكون النهج المتبع في اليمن، مشيرًا إلى أن البلاد بحاجة إلى بداية جديدة، وأن اليمنيين مستعدون لرؤية الحوثيين يسلكون طريق حزب الله نحو العزلة والتراجع.