الحديدة تترنح على ألغام الموت.. والأمم المتحدة تناشد العالم

تظل محافظة الحديدة، الواقعة غربي اليمن، تحت وطأة خطر دائم يهدد حياة سكانها جراء انتشار الألغام الأرضية والمخلفات الحربية المتفجرة والتي زرعتها مليشيات الحوثي الإرهابية.
وفي هذا السياق، أكدت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) استمرار هذا التهديد، مشيرة إلى أن المنطقة تشهد معاناة متواصلة بسبب هذه الآفة الفتاكة.
جاء ذلك في بيان أصدرته البعثة تزامناً مع اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، الذي يوافق الرابع من أبريل، حيث تحتفل الأمم المتحدة بهذا العام تحت شعار “مستقبل آمن يبدأ من هنا”.
وأوضحت البعثة أنها تقف إلى جانب أبناء الحديدة في مواجهة هذا الخطر، لافتة إلى أن الشعار المختار لهذا العام يعكس دعوة ملحة لتحرك فوري وعملي.
وأشارت إلى أن الألغام والمتبقيات الحربية لا تزال تودي بحياة المدنيين وتعرضهم للإصابات البالغة، حيث سجل العام 2024 وحده مقتل وإصابة 93 شخصاً في المحافظة..مؤكدة أن كل جهد يُبذل لإزالة لغم يمثل خطوة حاسمة نحو بناء غد أكثر أماناً واستقراراً.
وفي سياق متصل، استذكرت البعثة تصريح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي شدد على أهمية نزع الألغام كعامل أساسي لتمكين النازحين من العودة إلى منازلهم بسلام، وتأمين سبل الوصول الآمن للأطفال إلى مدارسهم، ودعم المجتمعات في إعادة تشييد حياتها.
وأضافت أن الحديدة تُعد من أكثر المناطق اليمنية تضرراً من هذا النوع من التلوث المتفجر، حيث كشفت إحصاءات حكومية حديثة عن سقوط أكثر من 1400 ضحية، بين قتيل وجريح، منذ اندلاع النزاع وحتى نهاية العام الماضي.
وتحمل تقارير حكومية وأخرى حقوقية ميليشيا الحوثي الإرهابية مسؤولية زراعة الألغام في اليمن، حيث تشير الإحصاءات إلى أنها نشرت أكثر من مليوني لغم في مناطق متفرقة من البلاد منذ بدء الحرب، مما جعل اليمن واحدة من أشد بؤر التلوث بالألغام على مستوى العالم.
وفي هذا الصدد، صنفت الأمم المتحدة اليمن ضمن الدول الثلاث الأكثر معاناة من هذه المشكلة، وفق تقرير سابق لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع.
واختتمت البعثة بيانها بالتأكيد على التزامها بدعم الجهود المشتركة مع الجهات اليمنية والمنظمات المعنية بمكافحة الألغام في الحديدة، بهدف تطهير الأراضي من هذه المخلفات وضمان حياة أكثر أمناً لسكان المحافظة، التي تظل رمزاً للصمود رغم التحديات المتفاقمة.