مسرحية حوثية جديدة.. أسماء مفبركة لتغطية الخسائر في الحديدة
في محاولة لكسب تعاطف الرأي العام وتضليل المجتمع الدولي، وجّه زعيم مليشيا الحوثي الإرهابية، عبد الملك الحوثي، أجهزته الأمنية والاستخباراتية بإعداد قوائم تحمل أسماء وهمية تُظهر مدنيين كضحايا للغارات الأمريكية على المناطق الخاضعة لسيطرته.
وكشفت مصادر استخباراتية أن هذه التوجيهات تهدف إلى تصوير المدنيين كمن سقطوا قتلى أو جرحى في هجمات جوية متفرقة، مع التأكيد على سرية التنفيذ لضمان عدم تسريب الحقيقة.
وتزامن هذا التحرك مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أعلن فيها عن مقتل 70 من قيادات وعناصر الحوثيين في غارات استهدفت تجمعهم بمنطقة الفازة في محافظة الحديدة، أثناء استعداداتهم لشن هجمات في البحر الأحمر.
وبعد صمت دام أكثر من 72 ساعة، خرج مصدر مسؤول تابع للمليشيات ، عبر وكالة “سبأ” بنسختها الحوثية، لينفي الرواية الأمريكية، مدعياً أن الغارات أودت بحياة وأصابت عشرات المدنيين.
لكن مراقبين اعتبروا هذا النفي دليلاً على ارتباك المليشيات الحوثية بعد فترة صمتها الطويلة.
وأشار المصدر الاستخباراتي إلى أن المليشيات تسعى من خلال هذه القوائم المزيفة إلى التستر على خسائرها الحقيقية، خاصة أن قيادات بارزة كانت ضمن المستهدفين في الفازة، ما دفعها للتكتم على التفاصيل خوفاً من إثارة الفوضى بين صفوفها.
وأضاف أن التعليمات الحوثية ركزت على اختيار أسماء من بين الموالين الموثوقين، ممن تأثروا بحوادث مثل شظايا الصواريخ أو حوادث الطرق، لإضفاء مصداقية على الادعاءات، مع توقعات بأن تنشر المليشيا هذه القوائم قريباً دون الإفصاح عن أماكن محددة للضحايا المزعومين.
ومنذ انطلاق العمليات الجوية الأمريكية في 15 مارس 2025، ظلت المليشيا المدعومة من إيران تروج لرواية استهداف المدنيين وسقوط مئات الضحايا، لكنها ترفض الكشف عن هويات المزعومين أو تقديم أدلة مصورة تثبت ادعاءاتها.
وفي واقعة أخرى، واجهت مليشيا الحوثي الإرهابية موقفاً محرجاً بعد إعلان واشنطن مقتل قيادي بارز في صنعاء برفقة امرأة في منزلها، حيث أخفت المليشيا هويتهما لتجنب الفضيحة.
ويرى المصدر أن الحوثيين كانوا ينتظرون ارتفاع أعداد المتضررين من المدنيين القاطنين قرب مواقع قياداتهم لاستغلال ذلك، لكن الضربة الأخيرة في الحديدة كشفت تناقضاتهم وزادت من ضغوطهم الداخلية.