قبائل الزرانيق خصوصية في الموروث وبراعة في الأداء

خاص _ أعطى حكام اليمن قبائل الزرانيق مكانتها في سلم الشجاعة اليمنية وضربت لها السلطات المتعاقبة على قصور الحكم اليمنية أولوية عسكرية وخصوصية ثقافية فريدة.

وتتبع الباحثون اليمنيون في هذه البقعة التهامية الساحلية من جغرافيا اليمن إصرار أفراد هذه القبيلة على التصدي لمن يحاول اغتصاب حماهم ومراتعهم بل ومن أراد أن يزيف موروثهم التاريخي المتفرد الممزوج بتراب الأرض التي نشأوا عليها واندماجهم بما حولهم من النسيج الاجتماعي الذي قام على أساس الإبهار التراثي والقوة في التمسك بالأرض.

وذكر الباحثون أن أشكال الموروث قد امتزجت بالطبيعة الحية والتآخي مع التضاريس التي عاشوا في رحابها والتحدي للمطامع الخارجية التي تهددهم.

وأشاروا إلى أن من أهم ألعاب التحدي التي دأب عليها عدد غير قليل من شباب الزرانيق هي لعبة قفز الجمال والتي يتدرج القفازون على التدريب عليها وتبدأ بجمل فاثنين وثلاثة وقد تصل إلى أكثر من ذلك وهي ذات الشعبية الكبيرة ويتطلب من لاعبها الخضوع لبرنامج تدريبي مكثف يبدأ بالوثب التدريجي في الهواء، قبل أن يقفز بأقصى طاقته لارتفاع يصل لـ6 أمتار.

وأكدوا أن الاهتمام والدافع لدى ابناء القبيلة لنقل هذا التراث قد زاد من التدريب وحضور المئات من أبناء القبيلة اليافعين والمتطلعين إلى الاحتفاظ به والذي يحاكي في معظمه الفنون القتالية الحربية لأنهم توارثوا تلك الفنون الشعبية عن آبائهم واليوم تبدو هذه الثقافة أكثر إلحاحا لاستنهاض همم المقاتلين من أبناء القبيلة الذين شكلوا سرايا وكتائب وألوية لقتال عدوهم الحوثي الذي حرمهم من أرض تهامة فهجرهم وهجر حتى من يقيمون تحت سيطرته.

اقرأ ايضا: أحد ابطال الزرانيق يحقق رقم قياسي في القفز على الجمال

وأوضح الباحثون أن من أنواع الرياضات التي يؤديها أبناء الزرانيق ضمن ألعاب القوى القفز على الجمال والتقليم والوثب الطويل والرص و المحط وسباق الرجل, وأما الألعاب الشعبية فهي “الحقفة” و”التبريش” و”البرش”، “الحنجلة” ،” الشنب”، و”الحمرة”، و”التسييف”،

يذكر أن هذه الألعاب والفنون الشعبية تمارس في المناسبات الاجتماعية واحتفالات الزفاف والأعياد الدينية، والوطنية والمهرجانات التي كانت عادة تنظمها وزارة الثقافة والسياحة اليمنية في محافظة الحديدة قبل غزو مليشيات الحوثي لليمن وتغيير ملامح هويته بشكل عام وكأن التاريخ يعيد نفسه بعودة الإماميين الجدد.