الحديدة

عيد بنكهة البؤس في الحديدة.. الفقر والحوثي يسلبان فرحة السكان

تلاشت فرحة العيد في مدينة الحديدة الساحلية، هذا العام، واصبح الفقر ضيف دائم على موائد السكان، بعد ان حولت مليشيا الحوثي محافظتهم إلى إقطاعية خاصة.

وذكر سكان محليون في مدينة الحديدة، إن مظاهر العيد تتوارى وتختفي عنها عاما بعد آخر، ويسطر عليها البؤس، حيث حولت المليشيات المدينة من عروسة البحر الأحمر، إلى منطقة اقتصادية مغلقة بها استأثرت بثرواتها وموانئها لصالح قياداتها، فيما افقرت سكانها وجففت مصادر دخولهم بقطع المرتبات وفرض جبايات باهظة على التجار وارباب العمل.

وأكد السكان أن شوارع المدينة كانت تزدحم بشكل كبير في الأعياد وتمتلئ بالمتسوقين من أبناء الحديدة ومن خارجها، وكذلك بأصحاب البسطات الصغيرة الذين يفترشون الأرصفة، ومنذ أول أيام العيد تزدحم الشواطئ بالزوار القادمين من المحافظات المجاورة، إلا أن الوضع تغير بشكل كبير منذ دخول الحوثيين إلى المدينة.

وأشاروا إلى أن حركة أسواق المدينة باتت خاوية تماما والتي كانت لا تنام في مثل هذه المناسبات وأصبحت تجمعا كبيرا للفقراء والجوعى والمتشردين.

وأوضح السكان أن الوضع تحول لصالح قيادات الجماعة الحوثية المتجولين على سيارات دفع رباعي من أحدث الموديلات وعلى وجوههم تبدو أثار النعمة والتخمة، ولا يخجل أحدهم من المباهاة بثروته الطائلة التي نهبها من أملاك الدولة والمواطنين، إذ ستجد أن أصغر قيادي حوثي يشتري القات بمئة ألف ريال وأكثر في اليوم، بينما يتضور الملايين جوعا وتتمنى معظم الأسر المعدمة ألف ريال في اليوم ليسد رمقها.

وتحدثوا عن مركز المدينة الرئيسي في منطقة باب مشرف والمطراق والتحرير التي كانت قبل وصول مليشيا الحوثي إلى الحديدة، تعتبر قلب الحياة النابض في الحديدة وفي مثل هذا الوقت من كل عام لا يخلو من الزحام الشديد طوال الوقت، مستدركين أن من يمر فيه اليوم لن يصدق ما تشاهده عيناه، فالسوق بات في حكم المغلق فعليا، حيث لا وجود لزحام المتسوقين والباعة وأصواتهم التي تضج بالمكان، وليس إلا القليل جدا من البسطات متناثرة هنا وهناك ومثلها بعض المحلات التي لا زالت تقاوم وتفتح أبوابها رغم ما تلاقيه من جور الجماعة الإرهابية.

وأردفوا أن أصحاب المحلات التجارية أغلقوا محلاتهم منذ زمن وانتقلوا إلى مناطق الشرعية بما بقي لهم من رأس مال أو أفلسوا وأصبحوا في عداد الفقراء والجوعى الذين تتكدس بهم أرصفة الحديدة وترى في أعينهم البؤس والقهر وقلة الحيلة.