الحديدة

الصيف ضيف ثقيل على النازحين في الساحل التهامي

تعيش مناطق الساحل التهامي معاناة مستمرة، خاصة في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ، ولعل الفئات التي كانت أشد تأثراً بها هي النازحين والفئات الأشد ضعفاً القاطنة في المخيمات، حيث تهدد الأمراض الصيفية المختلفة حياة الأطفال والنساء، وتهدد الحرارة المرتفعة بنشوب الحرائق داخل المخيمات، وعدم وصولهم إلى الخدمات الأساسية والحياةٍ كريمة التي أصبحت تحت رحمة غطاءٍ من النايلون للتخفيف من حرّ الصيف.

وضع المخيمات صيفاً

تمر السنين في مخيمات النازحين فيها كأنها ثوانٍ ويمر اليوم فيها محملاً بالمشقةِ والتعب، فمن استطاع النجاة، أصبح رهينةً للبحث عن محاولة التخفيف من الأعباءِ اليومية، حيث يكون الصيف في مخيمات النازحين محملاً بالأعباءِ المختلفة، التي تتحول إلى مشاكل حقيقية بحقِ قاطنيها.

ويعيش مئات الالاف في مخيمات جنوب محافظة الحديدة أنشأت في أراضٍ زراعية أو نائية تفتقر إلى الخدمات الأساسية، والتي تزداد اكتظاظاً مع كُل حملةِ نزوحٍ جديدة .

يقول مدير الوحدة التنفيذية في محافظة الحديدة، جمال المشرعي، ان نحو عشرين ألف أسرة نازحة جنوب الحديدة يتوزعون على مديرياتها المحررة الخوخة وحيس ومنطقة الحيمة بمديرية التحيتا.

ويضيف المشرعي في تصريح لـ”تهامة 24″: يوجد في مديرية الخوخة 14286 أسرة نازحة وفي حيس 4662 اسرة وفي منطقة الحيمة التحيتا 602 أسرة. ويوضح، أن هذه الأسر تعاني مرارة النزوح القسري بسبب جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي الارهابية، التي استولت على ممتلكاتهم ومنازلهم بقوة السلاح وقتلت كل من يخالفها الرأي.

ومع دخول فصل، تبدأ الأمراض الجلدية المختلفة بالظهور وأيضاً الحصبة والكوليرا، بسبب انتشار البيئة الموفرةِ للأمراض من عدم وجود بنية تحتية للصرف الصحي وانتشار مكبات القمامة في المخيمات نفسها، مما يؤدي إلى انتشار البعوض والقوارض.

تدخلات المنظمات

يؤكد المشرعي، ان استمرار عمل المنظمات بالوضع الطارئ زاد من معاناة النازحين والمجتمع المضيف وارهق كاهل السلطة والمجتمع واصبحنا على مرحلة الخطر وحافة الموت حيث تعيش أكثر من65 % من الاسر على المساعدات الطفيفة وتسكن في خيم ممزقه وتجمعات واحواش لا تقيهم وأطفالهم من حرارة الصيف وتغيرات المناخ، ولا توفر لهم أدنى حد من الكرامة، بينما 35% من النازحين يسكنون في منازل بالإيجار ولا يستطيعون دفعها.

ويشدد المشرعي على ضرورة ايجاد حلول عاجلة لتجاوز المرحلة الراهنة التي يمر بها النازحون خاصة مع قدوم فصل الصيف، والانتقال إلى مرحلة التعافي المبكر والانتهاء من الوضع الطارئ الراهن كون ذلك سيؤدي إلى نتائج سلبية وكارثية..والتوقف عن المشاريع التي تنفذها المنظمات بدون الرجوع الى الجهات والمكاتب ذات العلاقة في المحافظة ومشاركتها في خطة الاستجابة.

ورغم المشاريع الكثيرة التي اعلنت المنظمات تنفيذها خلال السنوات الماضية في الساحل التهامي، يؤكد المشرعي بان هذه المشاريع لا يوجد لها أي أثر ملموس على حياة النازحين لعدم وجود مركز طوارئ يشرف على عمل هذه المنظمات ويلزمها بتوفير المواد الايوائية والمواد غير الغذائية ومتطلبات الإغاثة لمواجهة الكوارث مثل الحرائق والسيول و غيرها وتنفيذ الاستجابة الفورية في وقتها بدون تأخير.