الحديدة

نيابة عن اليمن.. تهامة تواصل دفع ثمن مقاومة المشروع الإمامي

تهامة 24 – تقرير خاص

على مدى عقود من الزمان وأبناء تهامة يدفعون ثمن رفضهم الخضوع للمشروع الإمامي في اليمن، رغم استخدام القوى الإمامية كل ما بوسعها في سبيل حصولها على حاضنة شعبية تسهل لها السيطرة على الأراضي ونهب الممتلكات.

كثيرة هي الجرائم البشعة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي بحق أبناء تهامة والتي تأتي ضمن تعبير الإماميين عن نزعة انتقام وثأر من سكان هذه المناطق الذين كانوا عبر التاريخ اليمني مركزا مهما لمقاومة مساعي الإمامة والكهنوت.

تنوعت هذه الجرائم بين القتل والتعذيب والاختطاف القسري وسجن النساء وحملات التهجير ونهب أراضي المواطنين وممتلكاتهم… الخ، على مرأى ومسمع الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي.

أكثر من ( 30 ) ألف أنتهاك خلال اربع سنوات

كشف تقرير حقوقي صادر عن منظمة حريتي للحقوق والحريات بمحافظة الحديدة (غير حكومية) عن ارتكاب مليشيا الحوثي الانقلابية لـ (32856 ) انتهاكاً خلال أربع سنوات من أواخر العام 2015م وحتى نهاية العام 2018م.وبلغت تلك الانتهاكات بموجب تقرير صادر عن منظمة حريتي ( 32856 ) انتهاك خلال أربع سنوات توزعت بين القتل والتهجير والاختطاف والتعذيب وغيرها ، حيث مارست مليشيا الحوثي خلال عامي 2014م – 2015م أكثر من ( 3066 ) انتهاكاً ، فيما مارست المليشيا في عام 2016م ( 1857 ) انتهاك ، وفي عام 2017م ارتكبت المليشيا ( 1039 ) انتهاكاً بحق أبناء محافظة الحديدة ، وفي عام 2018م وحتى شهر أغسطس مارست المليشيا ( 1159 ) انتهاك ، أما النزوح والهجير خلال الاربع السنوات بلغ ( 25735 ) نازح ، أي ( 4195 ) أسرة ، و ( 6421 ) من الاطفال ، و ( 5944 ) من النساء.وقامت المليشيا باختطاف المدنيين كرهائن، تم اختطاف ( 1966) من المعارضين خلال الأربع السنوات ، ولم يسلم الأطفال والنساء من الانتهاكات الحوثية ، حيث تم رصد ( 469 ) بين قتل والاختطاف وحجز الحرية ، ناهيك على حرمانهم من التعليم والصحة والغذاء من خلال تحويل كثير من المدارس الى متارس، تدمير المراكز الصحية ، كما نهبت المليشيا الاغاثات والاستيلاء علي ( 22 ) من مقرات المنظمات الاغاثية والخيرية المحلية ومطاردة موظفيها .كما استخدمت المليشيا المدنيين دروعا بشرية حيث رصدت منظمة حريتي عدد ( 329 ) من المختطفين تم وضعهم في أماكن إدارة العمليات العسكرية لمليشيا الحوثي للاحتماء بهم من ضربات الطيران.

وذكر التقرير احصائيات اجمالية لمعظم الانتهاكات التي تم رصدها من قبل فريق رصد منظمة حريتي وتمثلت في ( 385 ) قتيل حوثي ، ( 50 ) مواطن توفوا تحت التعذيب في سجون المليشيا ، أي بإجمالي ( 837 ) من قتلوا من أبناء الحديدة وكانت المليشيا سبباً في قتلهم بأي طريقة سواء بالتعذيب أو دروع بشرية وقصف بالطيران أو المدفعية ، كما أصيب أكثر من ( 1391 ) سواء بالقذائف أو التعذيب أو الاعتداء الجسدي من قبل مليشيا الاجرام الحوثية .كما مارست المليشيا اقتحام لمنشآت وممتلكات خاصة لأكثر من ( 597 ) ، ونهب أكثر من ( 701 ) منزل ومحل تجاري ، واقتحام ( 42 ) قرية والاعتداء على أهلها ، كما فتحت أكثر من ( 117 ) سجناً سرية مارست فيه أنواع وصنوف من التعذيب بحق أبناء محافظة الحديدة وصل إلى أكثر من ( 3169 ) اعتداء ، كما فجرت المليشيا ودمرت أكثر من ( 1770 ) منزل ومنشأة عامة وخاصة ، أي بإجمالي ( 2544 ) انتهاك على الممتلكات .

تهم مزورة لتحقيق مآرب شيطانية

لعل أحد المشاهد البشعة التي لن ينساها اليمنيون وستظل في الاذهان ما قامت به مليشيات الحوثي الإرهابية في 18 سبتمبر من العام (2021)، بإعدام كوكبة من أبناء تهامة رميا بالرصاص في ميدان التحرير بالعاصمة المختطفة صنعاء.

قامت المليشيات حينها بتحميلهم تهماً زوراً وبهتاناً لقتلهم أمام الملأ وفي ميدان عام، لتحقيق مآرب شيطانية، منها إرهاب الناس في كل منطقة، استباقاً لأية ثورة عارمة عليها، كما أنها أرادت بذلك إعادة الصورة النمطية المعروفة للإمامة إلى اليمنيين.

وقد حرصت المليشيات على تنفيذ الجريمة في شهر سبتمبر قبل أيام من الاحتفال بعيد الثورة التي أنهت حكمها ، حيث عملت كل ذلك وهي تعلم من هو المتسبب بمقتل أحد قيادتها، في مدينة الحديدة في العام 2018، بينما أبناء تهامة في براءة من دمه، وما فعلت حين فعلت إلا لإظهار سلاليتها وعنصريتها واستقوائها على مجموع اليمنيين.

جرائم من نوع آخر

وفي صورة أخرى وفصل مختلف من الجرائم الحوثية أقدمت المليشيا الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، على ارتكاب عمليات تهجير قسري ونهب طالت منازل ومزارع الأهالي، تخللتها اعتداءات وحشية على النساء والأطفال، ضمن سياسة التضييق ونهب الممتلكات والتهجير القسري، التي تنتهجها المليشيا في مناطق سيطرتها، خصوصًا في محافظة الحديدة.

وتسعى مليشيا الحوثي من وراء هذه الحملات المتواصلة، إلى الاستيلاء على الأراضي الخصبة في تهامة بالقوة، وتحويلها إلى إقطاعيات خاصة لقياداتها، وتجريد ملاكها الأصليين منها.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرا مقطع فيديو يُظهر اعتداء عناصر حوثية على سكان الدقاونة؛ مقدمين على اقتحامها بالقوة وإجبار الأهالي على ترك أراضيهم ومزارعهم، ورافقت ذلك اعتداءات وحشية على النساء والأطفال، ما أثار موجة غضب واستياء واسعة بين أوساط اليمنيين.

بطش مستمر

بالتزامن مع تهجيرها أهالي القرى لنهب أراضيهم وممتلكاتهم، تصعد المليشيات الإرهابية من أعمال البطش والتنكيل بسكان منطقة تهامة حيث بدأت الإعداد لإعدام 10 مدنيين بتهمة التخابر مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

وزعمت الجماعة أن أجهزتها الأمنية ضبطت، خلال الأيام الماضية، 10 جواسيس كانوا يعملون على جمع معلومات ورصد مواقع عسكرية تابعة لها في الساحل الغربي لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بعد الهجمات التي بدأت تنفيذها على السفن الملاحية والحربية في البحر الأحمر منذ أكثر من 5 أشهر.

وتقوم مليشيات الحوثي بالاستقواء على أهالي سكان منطقة تهامة الساحلية وممارسة البطش والتنكيل بهم، ونهب ممتلكاتهم، والتضحية بهم في مساعيها لإثبات جبروتها وقوَّتها.

وتُعدّ منطقة تهامة اليمنية إحدى أكثر المناطق أهمية للمليشيات الحوثية ؛ فإلى جانب استغلالها الساحل والموانئ اليمنية فيه كرئة اقتصادية ومحطات لتهريب السلاح والمخدرات، وفق تقارير محلية وأممية، فإنها تستغل مساحتها الواسعة لأنشطتها العسكرية، وتعمل على إنشاء مشاريع زراعية وعقارية على أراضٍ منهوبة تعود عليها بإيرادات ضخمة.