دولي

كيف تبدو الساحة الدولية بعد فوز ترامب؟

يترقب معظم المحللين السياسيين والعسكريين لما ستصبح عليه السياسة الدولية عقب الفوز الذي حققه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وذكرت وسائل إعلام دولية أن زعماء حلفاء الولايات المتحدة وخصومها، يترقبون اليوم الأربعاء لتحولات سريعة في السياسة الاقتصادية الأميركية ونهج البلاد في التعامل مع العلاقات مع بقية العالم مع اتضاح حجم فوز دونالد ترامب، بحسب ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” واطلعت عليه “العربية Business”.

وتعهد ترامب، الذي استعاد حزبه الجمهوري السيطرة على مجلس الشيوخ أيضا، بزيادة التعريفات الجمركية على الواردات وخفض الدعم للحلفاء الذين لا ينفقون بشكل كاف على الدفاع. كما قال إنه سيعمل على إنهاء سريع للحرب الروسية في أوكرانيا.

الرابحون والخاسرون من فوز ترامب

وسارع رؤساء الدول والحكومات العالمية بإرسال التهاني إلى ترامب بعد فوزه الذي قد يزعج أصدقاء الولايات المتحدة وأعدائها في نفس الوقت.
العلاقة مع الصين

وعلى صعيد العلاقات مع الصين، تحمل عودة ترامب مخاطر إشعال مرحلة جديدة في حرب تجارية بدأت خلال ولايته الأولى في وقت توترت فيه العلاقات بين واشنطن وبكين.
وفي حملته الانتخابية، طرح ترامب خططا لفرض تعريفات جمركية بنسبة 60% على جميع الواردات الصينية، وهي زيادة كبيرة عن الزيادات الأكثر تواضعا في التعريفات الجمركية على بعض السلع الصينية التي كانت سياسة مميزة لولايته الأولى كرئيس.

الشرق الأوسط

وفي الشرق الأوسط، من المرجح أن تعود إدارة ترامب الثانية إلى سياسة “الضغط القصوى” على طهران، بحسب مصادر مقربة من الدوائر المحيطة بالمرشح الجمهوري، حيث تخوض إيران ووكلاؤها مواجهات متعددة الجبهات مع إسرائيل.

وقد يدفع هذا التطور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المعروف بدعمه لترامب والذي سارع إلى تهنئته، إلى اتخاذ موقف أكثر حدة في مواجهة طهران.

مصير أوكرانيا

بالنسبة لأوكرانيا، حيث تسيطر القوات الروسية على ما يقرب من 20% من البلاد، فإن رئاسة ترامب تزيد من عدم اليقين بشأن قدرة كييف المستمرة على صد غزو قوات موسكو دون الدعم المالي والمادي الهائل الذي قدمته الولايات المتحدة.

ورغم تهنئة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ترامب على فوزه في الانتخابات، فإن العلاقات بين الرجلين كانت متوترة في بعض الأحيان. وأعرب مؤيدو ترامب البارزون عن حذرهم بشأن الدعم الأميركي لأوكرانيا.

ويشعر العديد من الأوكرانيين بالقلق من أن يقطع ترامب الدعم العسكري والمالي، أو السعي إلى التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، يسفر عن التنازل عن أراضي ونفوذ لموسكو.

العلاقة مع أوروبا

أكد مسؤولون ودبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي في الأسابيع الأخيرة أنهم لا يريدون حربا تجارية. لكنهم قالوا إن أوروبا ستكون مستعدة للرد بإجراءات مضادة مستهدفة إذا ما أقبلت الإدارة الأميركية المقبلة على فرض تعريفات جمركية مرتفعة.
وقالت ” Oxford Economics” إن الحواجز التجارية الأميركية الجديدة ستكون مؤلمة للاقتصاد الصيني، فالرسوم الجمركية المرتفعة من شأنها أن تضغط بشدة على التجارة مع الولايات المتحدة، ربما بنسبة تصل إلى 70%، مما يقلل من حصة الصين من الواردات الأميركية إلى 4% فقط، من حوالي 14% في عام 2023.

كوربا الجنوبية

راهنت كوريا الجنوبية بشكل كبير على رئاسة بايدن، حيث ضخت شركاتها العملاقة عشرات المليارات من الدولارات في قطاعات أشباه الموصلات والمركبات الكهربائية والطاقة الخضراء في الولايات المتحدة. ساعد ذلك في دفع كوريا الجنوبية إلى فائض تجاري قياسي مع الولايات المتحدة في النصف الأول من عام 2024، حيث ارتفع بنحو 55% على أساس سنوي إلى ما يقرب من 29 مليار دولار، وفقًا لتقديرات سيول الرسمية.
ولكن يبدو أن هذا الوضع بات على المحك، الآن، مع ترامب، الذي استهدف سابقًا اختلالات التوازن التجاري مع الدول الأخرى وقد ينحرف بعيدًا عن سياسة بايدن الصناعية. انخفضت أسعار أسهم شركات تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية ومصنعي الألواح الشمسية في كوريا الجنوبية بشكل حاد يوم الأربعاء.