مقالات

حال التهاميين اليوم .. في الصيف ضيعتي اللبن !!

حسام حسن

حظي التهاميون منذ اندلاع انتفاضتهم ومقاومتهم للمليشيات الحوثية بدعم أخوي صادق من دول التحالف العربي بقيادة المملكة وخاصة الدعم الصادق من الإمارات وكان وما يزال دعما غير محدود من الرصاصة إلى المدفع والمدرعة تدريبا وتأهيلا وقتالا جنبا إلى جنب وامتزج الدم العربي الواحد لأبناء الإمارات وأبناء تهامة اليمن .

لم يكن التهاميون المنخرطون في الجيش السابق على قلتهم يحلم الواحد منهم أن يكون قائد لواء بمدرعة خاصة ومرافقين وموازنة خاصة باللواء وأمر ونهي و حشد من أرادوا وفصل من أرادوا حتى بدون سبب وجيه أو مخالفة قانونية عسكرية في معظمهم .

وبسبب المدربين رفيعي المستوى من الأشقاء في الإمارات وأخوتهم اليمنيين الآخرين أصبح في جغرافية تهامة المحررة عدد كبير من الألوية العسكرية الضاربة والمدربة على مختلف فنون القتال وأحدث الأسلحة التي كان التهامي سابقا يخاف الإقتراب منها وأصبحت المراكز السلطوية في المركز تضرب لأبناء تهامة ألف حساب .

وبدأ واضحا تشكل كيان تهامي ضارب وجامع لكل أبناء تهامة بكافة فصائلهم وتوجهاتهم المتحد في هدف واحد وهو تحرير الأرض من مليشيات الحوثي الإيرانية التي رهنت اليمن ومستقبله لنظام الفقيه الولي التوسعي في طهران .

ودخل السياسيون بعد توقف معركة الحديدة فأفسدوا ما حققته المقاومة الشعبية التهامية فوقع مفاوضو الشرعية على نكبة أبناء الحديدة في اتفاق استوكهولم وعادوا ليحملوا فشلهم تارة على التحالف وتارة على دولة الإمارات التي منحتهم ثقتها ودعمها اللامحدود في كل الجوانب بما فيها الإغاثة الإنسانية وترميم كثير من المنشآت الحكومية التي طالتها آلة الحرب الحوثية أو كانت سببا في دمارها .

لقد ضيع التهاميون فرصة بناء كيان سياسي وعسكري جامع لهم على مستوى البلد ولم يستطيعوا أن يكونوا رقما حتى صفرا علي الشمال كما يقال ولم يستفيدوا من تجربة الجنوبيين الذين باتوا اليوم يتطلعون لاستعادة دولتهم التي قفدوها في حرب صيف 94 الأليمة .

ونسي التهاميون أن أرضهم مستباحة من أصحاب النفوذ السلطوي الذي يفرخ إلى صفه قوى تهامية سياسية وعسكرية يفصلها كما يشاء كجزء مبسط لبقية الكيانات الفاعلة على مستوى البلد ، فيعجز أهل تهامة أن يفرضوا حتى وزيرا في حكومة لا تحكم شيئا في خيال المخضرمين الفاسدين من عتاولتها .

ولم يغتنم التهاميون الدعم السخي المقدم من الأشقاء في الإمارات إلا لملء جيوبهم وتعمير الإستثمارات خارج البلاد وجاء السياسيون والإداريون الذين عملوا في الفترة السابقة مع دولة المركز فعملوا على توجيه المقاومة بطريقة التفكير المركزي المعشعش في تفكيرهم وسلوكهم الإداري اليومي في الوضع الإعتيادي لممارسة الحكم في تهامة المحررة على ظآلتها.

فلا الأرض التهامية تحررت ولا العقول السياسية خرجت من ربقة الخوف وعدم النجاح في صنع شيء يزيل معاناة أبناء تهامة الذين يتعرضون اليوم في المناطق المحررة لحرب خدمات شرسة من قوى المركز التي حولت كل شئ لصالح تسلطها بسبب الإرث الذي منح لها عقب توقيف تحرير الحديدة .

وخلاصة القول أن أبناء تهامة قد أضاعوا كل مقومات القوة والسلطة التي منحت لهم لاسبقيتهم في مقارعة مليشيات الحوثي الإيرانية بينما استفاد الجنوبيون من تلك المقدرات فمنحوا أنفسهم السلطة وتوصيل القضية الجنوبية إلى المحافل الدولية بينما القضية التهامية لم تغادر مرحلة التنظير والتصورات السياسية والإجتماعية المنشورة على مواقع التواصل الإجتماعي فضلا عن خطاب المجتمع الدولي من خلال قنوات ووسائل إعلام جماهيرية لا تملكها .