عاشوراء والانحراف والابتزاز الحوثي
يوم عاشوراء سمي بهذا الاسم لأنه يصادف يوم العاشر من شهر الله المحرم في التقويم الهجري.. وقيل سبب تسمية عاشوراء بهذا الاسم؛ فقال بعضهم: لأنه اليوم العاشر من محرم، وقال آخرون: لأنه يوم أكرم الله فيه عشرة أنبياء بعشر كرامات، وقيل: لأنه عاشر كرامة أكرم الله سبحانه بها هذه الأمة. وهناك إجماع تاريخي بأنه في مثل هذا اليوم حدثت كثير من الأحداث منها أن الكعبة كانت تُكسى قبل الإسلام في يوم عاشوراء.. ثم صارت تكسى في يوم النحر، وهو اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم الذي نجى الله فيه نوحا وأنزله من السفينة، وفيه أنقذ الله نبيه إبراهيم من نمرود، وفيه رد الله يوسف إلى يعقوب، وهو اليوم الذي أغرق الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى وبني إسرائيل، وفيه غفر الله لنبيه داود، وفيه وهب سليمان ملكه، وفيه أخرج نبي الله يونس من بطن الحوت، وفيه رفع الله عن أيوب البلاء..
وقد روى البخاري عن ابن عباس قال: «قدم النبي ﷺ المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فرعون فصامه موسى، قال: ” فأنا أحقُّ بموسى منكم “. فصامه وأمر بصيامه.. وهو ما جعل المسلمون يحرصون على صوم هذا اليوم.. وهو ما جعل حكم صيام يوم عاشوراء هو أحد السنن الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن في صيامه شكر لله تعالى على نصره لنبيه موسى -عليه السلام- والمؤمنين معه، وفيه فضل وثواب وجزاء صيامه فهو يكفر السنة الماضية، كما جاء في صحيح مسلم عن أبي قتادة الحارث بن ربعي أنه قال: “سُئِلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ”.
في نفس هذا اليوم في العاشر من محرم 61هجرية 680 ميلادية قتل الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم،. فقد ذهب برفقة مجموعة من أنصاره وأصحابه وبعض أفراد أسرته الى الكوفة مطالبا بالخلافة بناءا على طلب من أتباعه في العراق غير أن والي يزيد بن معاوية في البصرة والكوفة خرج بقوة لمواجهته مما أجبره إلى مواصلة السير إلى كربلاء.. وبسبب خيانة كثير من أتباعه ولم يتبقى في صفه الا القليل قتل الحسين ومن معه فيما عرف بمعركة كربلاء في العاشر من محرم هجرية 680 ميلادية ..
غدا العاشر من محرم 1444هجرية 8اغسطس 2022م يحتفي الحوثيون الشيعة الروافض الاثنا عشرية بقيادة اثنا عشرية إيران الفارسية بهذا اليوم احتفاءا فيه من الخرافة ومن الانحراف ما فيه ومن الابتزاز والتوظيف الطائفي الكثير والكثير ..فهو يوم خرافي في الحزن والبكاء والعزاء.. في فعاليات وندوات ومسيرات وشعارات وشعائر والزيارات الحسينية وطقوس ومجالس عزاء ومحاضرات ومشاهد وعروض تمثيل مقتل الحسين مصحوبا بالحزن والبكاء وكثرة الإعلام ودق الطبول ولبس السواد واللطم وشق الجيوب وضرب أنفسهم بالسلاسل والسيوف أو أدوات اخرى حادة حتى تسيل منهم الدماء بصورة جَماعية وعلى شكل مواكب ومسيرات تجوب الشوارع والأماكن العامة و “لبيك يا حسين” و” يا لثارات الحسين”، وعلى أساس أنهم يساوون أنفسهم به ويحاولون الشعور بما شعر به من الألم، لمحبتهم له وتعلقهم به.. وهذا ليس اعتقادا بل اعترافا بأن الشيعة الروافض جبناء وخونة وقتله ,لانهم هم من يقفون وراء مقتل الحسين وانهم بهذا الفعل يكفرون عن ذنوبهم ويعاقبون أنفسهم…اما المغزى الجوهري هو تعميق شعور الشيعة بالمظلومية، وتعزيز عدائهم لغيرهم حكاما ومحكومين.. ونشر الأحقاد والفتن ودعم التمرد في البلدان التي يتواجد بها أقلية شيعية ..
عاشوراء والحسن والولاية وفاطمة وزينب والغدير وغيرها جميعها مناسبات احتفالية وأهدافهم الحقيقية هو استنساخ التجربة الإيرانية ونشر الفكر الإيراني بما يحمله من أبعاد طائفية، كما تعد موسما من مواسم الابتزاز ونهب الأموال وحشد الأنصار وادعاء الاستحقاق في الحكم باعتباره حقا الهيا كذبا وزورا وبهتانا وتكريسا للسلطة باستفتاء قياس شعبيتهم لمسخ الهوية اليمنية وشحنا للفكر الطائفي وثقافة الحقد والكراهية المختلفين معهم والمخالفين لهم….وها هو عبدالملك بدر الدين الحوثي، يقول أن اليمنيين يعيشون في ” امتداد مظلومية الإمام الحسين”،. وان ما يمكن أن تعتمد عليه الأمة لنيل حريتها واستقلالها هي مبادئ الاسلام الحقيقية التي نادى بها الإمام الحسين”. وان “الشعب اليمني يحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين وهو يعيش في واقعه امتداد مظلومية الإمام الحسين ويعيش محنة كربلاء “.وها هو حاكم صنعاء الحوثي خالد المداني يقول : “لن نقبل من أحد أبداً أن يشكك في ولاية عبد الملك الحوثي على اليمن، ومن يفعل ذلك سيكون مصيره مؤلماً، لأنّ التشكيك في ذلك هو عصيان لأوامر الله”…
خطر فكري حوثي أشد فتكا من الألغام الحوثية وهو ما يستدعي مواجهته والتصدي له ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تفعيل دور العلماء والتربية والاعلام والثقافة ومؤسسات المجتمع المدني ..فعاليات وندوات ومحاضرات وبرامج وتدوين في المناهج الدراسية وتوثيق ونشر الانحرافات الحوثية وتبعات مخاطر فكرهم الطائفي والارهابي واستهداف الهوية اليمنية ..وان تتضمن استراتيجية وبرامج المواجهة والتصدي لهم, تحصين المجتمع بتعزيز الوعي، وتعزيز الصمود والاصطفاف الوطني .وكشف الأهداف الحقيقية من وراء الاحتفاء بالمناسبات الدينية وخاصة ما يتعلق بيوم عاشوراء.. وكشف الدور الاستغلالي الرامي إلى تمرير المشاريع الاثنا عشرية الإيرانية الفارسية وكذلك ما يتعلق بالابتزاز ونهب الأموال بالإتاوات والجبايات المفروضة بالقوة للإنفاق على هذه الفعاليات بأسلوب منحرف وخرافي تحت مظلة المظلومية بمقتل الحسين والحق الالهي في الولاية والحك