سُميت 26 سبتمبر بالثورة الأم لعلاقتها بالجنوب
محمد عبدالله القادري
لأن الجميع شاركوا بصنعها واندلاعها، أبناء الجنوب وأبناء الشمال، ولذا فإن تسمية ثورة 26 سبتمبر المجيدة بالثورة الأم هو في الحقيقة لارتباطها بالجميع شماليون وجنوبيون.
من حسنات الاحتلال البريطاني البسيطة أنه فتح جانب بسيط للتعليم مما جعل المجتمع الجنوبي أفضل تعليمياً من المجتمع الشمالي التي سعت الأمامة لتجهيله.
بالإضافة إلى ان رجال الجنوب الثوار كانوا يدركون أنهم لن يستطيعون تحرير الجنوب في ظل وجود الشمال تحت حكم الامامة، فمملكة بريطانيا والمملكة المتوكلية شمال اليمن تجمعهم نقطة لقاء عرقية من حيث الانتساب للهاشمية وان اختلفت دياناتهم إلا ان هذا ولد تعاون ومساندة بين الطرفين.
في حالة انفجار ثورة في الجنوب ضد الاحتلال البريطاني فإن بريطانيا ستستعين بالامامة وهو ما سيجعل شمال اليمن أداة لكبح جماح ثورة الجنوب، وان تحرير شمال اليمن من الامامة هو عامل مساند لنجاح ثورة تحرير الجنوب.
أيضاً وجود الشعور بالروابط المشتركة من واحدية الانتساب للأصول اليمنية الذي يعود لحمير والتداخل والترابط بين القبائل شمالاً وجنوباً.
هذا الأمر وهذا الادراك والاستشعار ولد وعياً جعل ثوار الجنوب يساندون ثورة 26 سبتمبر ويدعمونها ويساهمون بتفجيرها.
من يقفون ضد ثورة 26 سبتمبر من أبناء الجنوب اليوم، فهؤلاء لا يمثلون الجنوب انما يسيئون لتأريخ الجنوب النضالي ولراجح لبوزة وعنتر وغيرهم، بل يعتبرون أداة من أدوات الحوثية في الشمال تتبع مشروع إيران الذي يستهدف الجميع شمالاً وجنوباً.