إيران تنهار من داخلها
محمد عبدالله القادري
كل أنظمة الحكم أياً كان نوعها، يقاس نجاحها على مدى ما تحققه لشعوبها من رخاء وتنمية وازدهار وتوفير خدمات وعيش كريم، ويقترن تقدمها في المجال العسكري من بناء جيش وأسلحة مع تقدمها في المجال الخدمي والمدني على حد سواء ، وعادةً كل الدول المتقدمة في المجال العسكري هي أيضاٌ متقدمة في المجال الاقتصادي وتوفير الخدمات لشعوبها.
ما عدا إيران الذي صنعت نوع من التقدم العسكري وصنعت النووي ولكنها أفقرت شعبها وجعلته يعيش في معاناة ، وهذا يدل على أنها لا تعرف سوى آلة الموت فقط لا آلة الحياة ومثلما ولدت المعاناة لشعوب عربية بسبب توجهها لتحقيق أحلامها لتصبح امبراطورية على حساب الوطن العربي ولدت المعاناة أيضاً لشعبها ، وهذا ما سيجعلها تنهار من الداخل، لأن الأنظمة التي لا تعي أن الشعب أعظم سلاح يجب أن توفر له كل الخدمات من أجل أن يلتف حولها ويساندها ، فإن الشعب سيثور عليها وسيسقطها من الداخل ولن تجدي تلك الأسلحة في اخماد الثورة الداخلية الشعبية ، والانتفاضة الإيرانية التي تحدث اليوم في الداخل الإيراني قادرة على اسقاط النظام الإيراني الحالي ، وان تم اخمادها حالياً فإنها ستعود مستقبلاً بشكل أقوى وستنجح وتنتصر لا محالة.
إيران التي عمرها ما تقدمت بمبادرة تصالح للقضاء على أي خلافات داخل أي بلد، وعمرها ما قدمت مشروع إنساني ولا خيري لتمد يد العون والمساعدة لأي متضرر ومحتاج.
هي فقط تصنع الأدوات وتنشئ الأذرع، وأينما حلت حل الجوع والفقر والموت والدمار، والحوثية في اليمن نسخة لمعرفة إيران على حقيقتها، وبدل ذلك الدعم من السلاح الذي قدمته للحوثي واستعرض به مؤخراً ليقتل به اليمنيين، كان الأولى بها أن تقدمه لشعبها بتوفير لقمة العيش وتقديم الخدمات.
كما أنها أيضاً سبب ما يحدث في العراق ولبنان وسوريا.
انهيار إيران من داخلها سيكون نوعاً ما شبيه بانهيار الاتحاد السوفيتي، من حيث ضعف الأدوات والأذرع التي تتبعها، وبدل أن كانت تستخدم الحوثية في اليمن كوسيلة نفوذ وورقة تفاوض اقليمي، سيضعف نفوذها من الداخل لتضعف وتضعف أوراقها وأدواتها التي ستفقد الدعم الرئيسي، وهو ما سيؤدي لانهيار تلك الأدوات في اليمن وغيرها من الدول العربية كالعراق ولبنان وسوريا التي ستتحرر من الهيمنة الإيرانية، كما سيتخلص الوطن العربي من أكبر عدو يستهدفه أمنياً واقتصاديا وثقافياً .