شيطنة ثورة إيران وربيع عربي في دول مستقرة
في ما يسمى بثورة الربيع العربي المتضمنة أحداث أواخر عام 2010 و 2011 ، وجدث دول الغرب وعلى رأسها أمريكا والمنظمات الصهيونية والماسونية ضالتها واعتبرتها فرصة لتحقيق منيتها لتشجيع فوضى خلاقة تساهم بزعزعة المنطقة العربية ونقلها لمرحلة صراع بما يضعفها ويجعلها تعود للخلف ، فقامت لتحريك أدواتها ودعمت تلك الأحداث مالياً وسياسياً وإعلامياً.
نقلت تلك الأحداث الدول العربية التي قامت بها وأسقطت حكامها لمرحلة سيئة ، ما عدا الدول التي تداركت الخطر وقضت عليه كمصر بشكل مبكر وتونس مؤخراً.
من واجب وطني عربي كان المفروض ان تقوم احداث الربيع العربي في الدول التابعة لنظام إيران ، كسوريا والعراق ولبنان ، ولكن ما حدث هو أنها لم تقم بالعراق ولبنان و لم تنجح في سوريا لأن الغرب ساند النظام وقام بشيطنة الثورة عليه من خلال اظهار تنظيم داعش والنصرة التي هي في الأساس أدوات أمريكية يتم استخدامها لايجاد مبرر لمساندة أدواتها الأخرى كنظام إيران والانظمة التابعه له بحجة محاربة الأرهاب .
والأمر الآخر بدل أن يقوم ذلك الربيع بتحرير ثلاث دولة عربية من أنظمتها التابعة لإيران ، تسبب في اضافة دولة رابعة كاليمن التي لا زالت ميليشيات الحوثي الارهابية مسيطرة على شماله والعاصمة صنعاء .
وهذا ما يؤكد أن ذلك لم يصب إلا في صالح الغرب وأدواته إيران وغيرها .
الآن في ظل الانتفاضة التي تشهدها إيران ضد نظام الملالي وهي ثورة مستحقة ، كان المفروض أن يتم مساندة تلك الثورة من قبل الغرب والمجتمع الدولي ، كما يفترض أن تمتد هذه الثورة لتشمل الدول العربية التي تسيطر عليها أدوات إيران ويمتد ربيع إيران ليشمل العراق وسوريا ولبنان وشمال اليمن.
ولكن ما يحدث هو أن هناك مخطط آخر يتم من خلاله مساندة نظام إيران وشيطنة الثورة عليه ، والتوجه لافتعال ربيع عربي في الدول العربية المستقرة حالياً كمصر وليس في الدول الأربع التي تتبع نظام الملالي وتسيطر على عواصمها أدواته.
شيطنة انتفاضة إيران من خلال اظهار تنظيم داعش مرتكب لعدة جرائم وبشكل مناوئ للنظام الإيراني ، بهدف ايجاد مبرر لقيام الغرب بدعم نظام إيران للقضاء على تلك الثورة بحجة محاربة الارهاب ، بينما الحقيقة تكمن في أنها ثورة شعبية تضم المرأة والشباب والانفتاح المدني ، وداعش التي تم ايجادها في العراق والشام لايجاد مبرر لدعم الدول التابعة لإيران من السقوط كالعراق ولبنان وسوريا تم ايجادها في إيران لايجاد مبرر لدعم النظام الإيراني.
من جانب آخر قامت أمريكا بالافراج عن سبعة مليار دولار كانت محتجزة واعادتها لنظام إيران.
ولم تقم بالاعتراف بقضية الشعب الإيراني ومطالبة النظام بالتنحي.
كما أن أدوات الربيع العربي وإعلامها كقناة الجزيرة وغيرها ، لم تساند تلك الثورة الإيرانية إنما تقف ضدها من خلال عدم التطرق لما يدور واظهار النظام بقدرة اخمادها والسيطرة على الموقف.
وهنا يتضح أكثر من هم أدوات أمريكا ، فإيران والارهاب كتنظيم القاعدة وداعش وجماعة الاسلام السياسي ، يتخادمون ويقفون مع بعض ، فعدم مساندة انتفاضة الشعب الإيراني ، والتوجه لشيطنتها ، والتحرك نحو ايجاد احداث ربيع عربي في الدول المستقرة كمصر وتونس وليس في الدول التي تسيطر عليها تلك الأدوات كليبيا وشمال اليمن والعراق ولبنان ، لهو كافي لمعرفة حقيقة ذلك المخطط ومن هو الراعي الرسمي ومن هم أدواته ، وإلا لماذا الذين دعموا وشاركوا في الربيع العربي ، لم يدعموا ويساندوا الربيع الإيراني ؟!