جامعة إب وتكريم محمد علي الحوثي !!
مقوت خرج من كهوف مران، ونزل محافظة إب يصول ويجول ويدخل صرخها الأكاديمي وتقوم قيادة جامعة إب بتكريمه بدرع الجامعة ، وبهذه المناسبة يلقي محمد علي الحوثي خطاباً يقول فيه سنخصص جزء من إيرادات جامعة إب لدعم المشاريع الإنشائية فيها.
ركزوا معي تخصيص جزء من إيرادات الجامعة فقط ، وأما الباقي يتم توريده لقيادة ميليشيات الحوثي إلى صنعاء بعد ان كان يتم مصادرة كل إيرادات الجامعة.
كانت جامعة إب تعطيها الدولة أكثر من مليار ريال كل عام كموازنة تشغيلية ، بالإضافة إلى قيام الدولة بتمويل مشاريع عدة داخلها ، وعندما جاء الحوثي عبر انقلابه على الدولة ، حول جامعة إب إلى مصدر دخل يجني عبره أموال طائله من خلال تعليم موازي ومستمر ورسوم أنشطة ودورات علمية شاملة كل التخصصات ، وبدل أن كانت جامعة إب تحصل على أكثر من مليار ريال من الدولة سنوياً أصبحت تعطي الميليشيات أكثر من مليار ريال ، في الوقت الذي أصبح أكاديمي الجامعة بلا مرتبات وما يحصلون عليه سوى فتات ويعيشون في حالة سيئة.
الجريمة الثانية لقد قامت ميليشيات الحوثي بتحويل جامعة إب كسائر تحويلها للجامعات في مناطق سيطرتها ، إلى ساحة لغرس أفكارها الخرافية والمنحرفة واقامة مناسباتها الطائفية ، وبدل أن كانت الجامعات مصدر للتنوير واخراج جيل متسلح بالعلم والمعرفة ، أصبحت بؤرة لتكريس الجهل واخراج جيل مؤمن بالخرافات ومقدس لملازم حسين بدر الدين الحوثي.
أن تقوم المشائخ والشخصيات الأخرى بالالتفاف حول محمد علي الحوثي والانبطاح أمامه ، قد ممكن نعذرهم ونقول فعلوا ذلك بسبب الجهل ، اما أن تقوم جامعة إب وقيادتها باستقبال الحوثي وتكريمه بدرع الجامعة ، فهذه اهانة لهذا الصرح الجامعي العملاق ، واهانة بحق الطبقة المثقفة والأكاديمية.
كنا نتوقع أن تنطلق من داخل الجامعات التي تحت سيطرة الحوثي ، ثورة ضد ميليشيات الكهنوت ويلتف الناس حولها ، أسوةً بالانتفاضة المستمرة اليوم في إيران ضد نظام الملالي والتي انطلقت من داخل الجامعات الإيرانية والتف الشعب الإيراني حولها ، ولكن استقبال جامعة إب للحوثي وتكريمه كانت طامة كبرى تكرس صورة سيئة تؤدي لاحتقار الصرح الجامعي الأكاديمي وكافة منتسبيه وطلابه أمام الوطن والعالم والتأريخ ، ولابد لمحو هذه الصورة السيئة والقيام بالدور المطلوب تجاه الوطن والتحرير ومقاومة ظلم واستبداد وفساد وجهل الحوثية ، أن تنطلق من الجامعات ثورة وانتفاضة شعبية ويلتف الشعب حولها لإسقاط الحوثي.
