مقالات

نجاح الثورة على الحوثي مقترنة بتحريك الجبهات

كل الناس في مناطق سيطرة الحوثي يعيشون حالة سيئة جداً، وكلهم يريدون أن يثوروا عليه ولكن كيف؟

يمارس الحوثي عملية القمع والتنكيل بكل من يتجرأ لانتقاد فساده وهو بمناطق سيطرته، رغم أن من ينتقدوه يعتبرون من أنصاره ومن يقفون معه.

سيستعمل الحوثي كل طرق الإبادة ضد أي مظاهرات تخرج ثائرة عليه.

الناس يريدون أن يثوروا ولكنهم يعتقدون أن ثورتهم ستفشل في ظل مواجهتهم للحوثي لوحدهم.

تصريح رئيس مجلس القيادة الرئاسي بدعم المقاومة الشعبية في مناطق سيطرة الحوثي في ظل قيامه باعتقال ناشطين انتقدوا فساده، كان بمثابة تقديم خدمة للحوثي لتصديق ادعاءاته بأن من اعتقلهم يتبعون التحالف والشرعية وما عملوه كان بتنسيق معهم، كما أن هذا الأمر يصور أن أي ثورة شعبية ستخرج ضد الحوثي تعتبر مدفوعة من الطرف المعادي له وليست ثورة شعبية محسوبة للمواطن المغلوب الذي دفعته سوء الأوضاع والمعيشة للقيام بذلك.

الدعم بالكلام وبالمال لو قدمته الشرعية بالفعل لا يجدي ولا يريده الناس في مناطق سيطرة الحوثي ولن يكن سبيلاً لإنجاح ثورتهم، انما يريدون تحرك فعلي للجبهات.

لو علم الناس أن هناك تحرك فعلي للجبهات وتقدم جاد نحو عملية التحرير سيثورون على الحوثي مباشرةً، ومع وصول قوات التحرير قرب أي مدينة سيثور الناس على الحوثي من داخلها ، وسيخرجون جميعهم من شاب ورجل وامرأة ويتكفلون بطرد  الحوثي بل وسيقبضون ويقضون  عليه ولن تخوض قوات التحرير لخوض أي مواجهات داخل تلك المدينة.

مثلاً لو وصلت قوات التحرير قرب مدينة صنعاء أو تحركت بشكل جاد نحوها سيخرج كل أهل المدينة بثورة ضد الحوثي ويرحبون بقوات التحرير التي ستدخل المدينة وقد أصبحت خالية من الحوثية ولن تخوض داخلها أي مواجهات.

أيضاً الغليان الشعبي ضد الحوثي في ظل توقف الجبهات حالياً ومطالب الدولة بتجديد الهدنة أمر يضعف تلك الثورة لأنه يجعل الحوثي متفرغاً لقمعها ، فلو كانت الجبهات متحركة في ظل هذا السخط الشعبي ، كان سيتشتت جهود الحوثي بين المواجهة في الجبهات وبين اخماد تلك الثورة وهو ما يجعله يتلقى ضربه من الأمام وضربه من الداخل فيضعف ويخر ساقطاً بطريقة سريعة.