مقالات

الحوثي ومظاهرات التنديد بالحصار

تحسباً ورعباً من اندلاع ثورة شعبية داخلية ضدها ، قامت ميليشيات الحوثي بتجميع بعض مناصريها والخروج بمظاهرات في صنعاء تحت مسمى التنديد بالحصار ، والهدف من ذلك هو السباق لكبت استياء الناس المعاني من سوء المعيشة الناتج عن تسببها في عملية التدهور الاقتصادي ، و مغالطة العالم والرأي الخارجي للتمويه عن تعنتها السياسي الذي عرقل عملية السلام وأعاق عملية فتح الطرقات وتبادل الاسرى والمختطفين ودفع المرتبات وغيرها.

تشبه مظاهرات الحوثي المنددة فيما تدعيه بالحصار والعدوان ، تلك المظاهرات التي خرجت بها لإسقاط الجرعة قبل انقلابها على الدولة من جهة ، ومن جهة أخرى تغطي على جريمتها الحقيقية المتمثلة بقيامها عملية حصار شامل ضد الشعب اليمني.

حاصرت الناس من لقمة العيش ومن المرتبات ومن حرية الرأي ، ومن الحياة بأمان ، ومن التوفير والاستثمار ، ومن التعليم المجاني ، ومن السفر ومن كل شيئ بما فيه الإغاثة والمساعدات الإنسانية لطشوها وتاجروا بها وأحرموا المواطن منها.

حتى من الإتصالات فرضت رقابة شاملة على كل المكالمات ، وجعلت الناس لا يتحدثون براحتهم مع أهاليهم او أصدقاءهم ليفضفضوا على معاناتهم ويشرحون لبعضهم أحوالهم ، فالحوثية متنصتة حتى على مكالمة الرجل مع زوجته.

كما حاصروا الناس في منازلهم ، فمخابرات الحوثية المنحطة والمنتشرة في كل قرية وبيت ، تقوم بعملية رقابة على المنازل ، وهو الأمر الذي يضايق النساء في الريف التي أصبحت لا تستطيع الخروج إلى باب منزلها براحتها ، كون ذلك الحوثي يجلس في جهة مقابلة يراقب الخروج والدخول من المنزل.

وإذا قام الناس يشتكون انزعاجهم من ذلك ، كان الرد عليهم أنه لا ينزعج من ذلك إلا من كان يريد أن يخفي طواعش في منزله ، أما أفراد الرقابة الحوثية فذلك من صميم عملهم وحسهم الامني.

هل تصدقوا أن ميليشيات الحوثي تمارس عملية الحصار حتى في سجونها ضد المختطفين ، يضعوك في زنزانة مظلمة ويحاصروك من الضوء ومن التبول والبراز في الحمام ، إذ لا يسمحوا لك بالخروج للتبول والبراز إلا ثلاث مرات في اليوم.

إذ كان هؤلاء يحاصرونك ولا يدعونك تبول وتتبرز وأنت في سجونهم ، فكيف سيسمحوا للمواطنين في مناطق سيطرتهم أن يصلهم شيئ أو فائدة او يعيشوا براحة.

في عام 2015 كتبت مقالاً يحمل عنوان جماعة الحوثي بين سياسة الحصار الشامل والإستيلاء الكامل ، وهو مقال يتحدث بشكل واسع عن هذا الجانب ، ابحثوا عليه ستجدوه في جوجل.

أتذكر أن أحد الكتاب الصحفيين حينها رد عليه مبرراً ومدافعاً عن ما تقترفه الحوثية ومبرءاً لها من ذلك ، ولكنه بعد أيام قليلة قامت الميليشيات بملاحقته وقطع راتبه ، مما جعله يفر منها ، وها هو اليوم يكتب ضدها ومعترف بحقيقة الحصار الذي تمارسه.

على العموم يمارس الحوثي كل طرق الحصار على المواطن في مناطق سيطرته ، ولم يتبقى سوى الهواء ، ولو له قدرة في ذلك لحاصر الناس من التنفس.