سياسة الحوثي في “تحييد” الخصوم
يحرص الحوثي -في الوقت الحالي- على تحييد المملكة العربية السعودية والمجلس الإنتقالي ليقوم -بعد نجاح عملية تحييد جزء من الخصوم- بتنفيذ هجمات للسيطرة على مأرب ومن ثم الساحل الغربي ومدينة تعز كمرحلة أولى.
وفي حال نجح في ذلك، سيعمل على إنجاز المرحلة الثانية وهي السيطرة على المحافظات الجنوبية وسيبدأ بشبوة وحضرموت (كونها مناطق مفتوحة وغير جبلية ولديه فيها عائلات سلالية تناصره) ليطبق الحصار على عدن. أما إذا استكمل هذه المهمة، ستكون الخطوة الثالثة هي دعم وتعبئة وتنظيم الكتل السكانية الشيعية والصوفية داخل المملكة العربية السعودية لتثير الفوضى وإضعاف السلطة من الداخل وتكرار نموذج صعدة في السعودية وستتم هذه المهمة بدعم من أذرع المشروع الخميني في العراق والبحرين وهذه العملية يحتاج لها سنوات لكن علينا أن نتذكر بأن 10 سنوات أو 20 سنة قليلة جدا في عمر الشعوب.
هكذا فعل الحوثي في اليمن.. استهدف النظام الحاكم في صنعاء، بعدما حيّد المعارضة والكتل المطالبة بالانفصال في الجنوب. وبعد سقوط النظام في 2011، عمل على استهداف الأحزاب التي ساندته بعدما حيّد جمهور وأحزاب النظام السابق والحراك الجنوبي.
في 2014 استطاع الحوثي هزيمة أحزاب المعارضة التي كانت قد أصبحت حينها الحاكم على صنعاء بعدما انتقلت السلطة من علي عبدالله صالح رحمه الله إلى عبدربه منصور هادي. وفي وفي 2015 قام بعدوانه على الجنوب واستهداف الحراك الجنوبي في عدن، وفي 2017 استهدف النظام السابق الذي كان قد نجح في تحييده أيضا.
وهكذا.. ينجح الحوثي عبر “سياسة تحييد الخصوم”.. ويستهدف كل مكون على حده.. ألا نتعلم من الدروس السابقة؟!