قرارات الشرعية وصفقة الحوثيين الاممية
التخادم الحوثي الاممي الأمريكي مكشوف بكل حيثياته ومن خلال كل تحركات المبعوثيين الأمميين إلى اليمن، وآخرهم المبعوث الحالي السويدي هانز جودنبرغ، الذي لم يثبت أنه كسابقيه يخجلون قليلا من كشف تخادمهم مع الميليشيات الحوثية المصنفين لديهم بقرارات دولية انقلابيين وإرهابيين.. فقد ابى هانز إلا أن يعري نفسه لليمنيين دون حياء أو خجل أو حتى بقليل من الاحترام والتقدير لمكانته الأممية أو لشخصه كدبلوماسي وسيط، او باعتباره ممثلا لدولته في هذا الموقع الأممي الهام .
فمنذ استلامه مهامه كمبعوث أممي إلى اليمن في 6 من اغسطس2021م خلفا للبريطاني مارتن غريفيثس، مهمته ايقاف الحرب بالحوار وصولا إلى السلام. ورغم كل تنازلات الشرعية التي قدمتها من أجل السلام إلا أن هذا المبعوث الأممي، كان ولا يزال وسيظل طرفا غير وسيط وغير أخلاقي وغير نزيه وغير امين، وانحيازه إلى الحوثيين وتخادمه معهم لم يسجل لنفسه موقفا واحدا إيجابيا ولم ينتصر للحق ولا في جولة واحدة من جولات جلساته و حواراته ونقاشاته بين حكومة الشرعية المعترف بها دوليا والانقلابيين الحوثيين.
كل نتائج مهامه تصب في خدمة الميليشيات الحوثية لا في خدمة اليمنيين ولا في خدمة الإنسانية ولا في خدمة السلام، بل إنها تدفع بمزيد من التمادي الحوثي ومزيد من تحمله مسؤولية كل الجرائم والانتهاكات الحوثية التي هو وراء استمرارها واستمرار الحرب وبقاء الوضع كما هو عليه لا حسم ولا سلام.
وها هو اليوم يثبت لليمنيين ولكل من لم يعترف بتخادمه مع الحوثي أنه لا قيم له ولا اخلاق ولا مسؤولية يخرج على الشرعية يطالبها بتجميد قراراتها التي كسرت الحوثيين ويأبى الا الشفاء لهم منها وتحويلهم من مهزومين اقتصاديا إلى منتصرين ..لكنه هذه المرة ليس الامر عند خدمته للحوثيين بل الخدمة للأمم المتحدة والفائدة للحوثيين والأمم المتحدة بصفقة أممية حوثية.
الصفقة تقضي بأن تطلق الميليشيات الحوثية سراح المعتقلين الأمميين بعد أن فشلت الأمم المتحدة إطلاق سراحهم بالقوة وذلك مقابل أن تضغط الأمم المتحدة على الشرعية لوقف والغاء قراراتها الاقتصادية .. هكذا قضت الصفقة ورغم ذلك فشل وبات موقفه مخجلا مخزيا ومحرجا لأن الشرعية وافقت على تأجيل تنفيذها وليس الغائها فيما رفض الحوثيين التأجيل لان هدفهم الإلغاء نهائيا .. وأمام هذا الرفض الحوثي للتأجيل فإنهم سيطلبون من السيد هانز معاودة الضغط على الشرعية كي تلغي هذه القرارات وبعد الغائها طبعا لن يطلقوا سراح المعتقلين الأمميين بل وسيطلبون من هانز مطلبا جديدا مقابل الاطلاق وهكذا سيواصل الحوثيين الابتزاز صفقة وراء صفقة.
واجزم هنا أن حكومة الشرعية باتت على يقين من أن قراراتها حققت لها الانتصارات الاقتصادية على الميليشيات الحوثية وأنها قد أعلنت بأنها ماضية في تنفيذها وإقرار قرارات أخرى وأن الشعب قد ايد وبارك تلك القرارات وثمن الشرعية انتصاراتها ..وان الحوثيين بعد رفضهم التأجيل سيدفعون بالمبعوث الحوثي للضغط مرة أخرى كي تلغي القرارات نهائيا لأن الصفقة بينهما تقضي ذلك .. فان على حكومة الشرعية ان تفكر جيدا من أن أي تراجع لعدم تنفيذها تحت أي ضغوط كانت سيفقد الشعب ثقته فيها بل إن التراجع سيكون اخر مسمار في نعش الشرعية.