مقالات

حزب الله والنهاية المحتومة

كعربي مسلم احتفيت بتحرر الجنوب، وسافرت الى الضاحية وكاعلامي شاركت في احتفالات حزب الله حينها، ونقلونا الى بوابة فاطمة، وتحركنا برعاية “الحاج” وهو مصطلح تنظيمي لاعضاء حزب الله”.
‏‎
وبعدها بسنتين، كتبت خائفا من انهيار حزب الله ذاتيا، تماما كما كتبت بذات الخوف عن انهيار حماس لحظة انقلابها على منظمة التحرير وتوحشها ضد السلطة الوطنية وعزلها غزة بقبضة أمنية مغرورة.

‏‎تجارب عظيمة، مثلما مثل كل حركات العمل الشعبي في العالم العربي، الاستراكي والبعث ثم الاخوان، وفي اليمن تحديدا الاصلاح وحتى المؤتمر الشعبي العام الذي سحق تجربته عبر فلسفة “الاغلبية الساحقة”..

‏‎كل تجاربنا تنهار بسبب شمولية الادارة والفكرة واكذوبة اننا اصبحنا الكل في الكل، طرف يبدأ قويا وهو لايزال ضعيفا، قويا بشعبيته وتوجهه العام وحرصه على الاخر.. ونقيضا لتجارب العالم، فعربيا كلما زادت قوة هذا المكون الجديد تكورت داخله عوامل الضعف والسقوط بالاحتكار وادعاء تمثيل الجميع ومصادرة وجود الاخرين..

‏‎سقط حزب الله، يوم صار كومة من العنف والجبروت ضد أهله وشعبه، طمعا في مركزيات الرؤية الخمينية.

‏‎هل تذكرون الشيخ حميد الاحمر وهو يتحدث عن حاشد؟ وان من شيخه صادق لن يخاف؟.
‏‎
مع الفارق، اصبح حسن نصر الله صغيرا وهو يغادر لبنانيته الى “طائفته” ثم الى “حزبه” وفي النهاية الى مجرد مسلحيه..
‏‎
أي طرف او أي فكرة تسحق محيطها، انما تحفر قبرها وتقول لاعدائها: انتظروا هنا سأصل سريعا.

‏‎كل غبار بيت يفجره الحوثي، سيكون جزءا أصيلا من محرقته القادمة، وقد كتبت هذا يوم دخول الحوثي صنعاء ولا اقوله اليوم فقط..

‏‎كعربي ومسلم، أشعر بالحزن من هذا الطريق الاجباري لحركات العمل العام. فهي موارد عامة، يتوجع المجتمع تحت جنازر اخطائها، ثم ينهار الجميع جماعة ودولة وشعب..

‏‎حينما أعاد شرودر وبلير، حزبيهما بالديمقراطية الاجتماعية في لندن وبرلين، بعد سنوات كاد فيه حزب العمال ان يمحى.. زرت “فريدرتش ايبرت” وحملت نسخا من تلك التجربة ووزعتها لقيادات اصلاحية، متمنيا ان لاتصل تجربة هذا الحزب الى نهاية سابقيه، غير انها طريق محتومة النهاية.

‏‎لقد قتل حسن نصرالله نفسه، يوم قتل رفيق الحريري، وفارق التوقيت هو لغة الاقدار.