قراءة في اصرار الحوثي على دفع رواتب الموظفين بمناطق سيطرته
تضمنت المقترحات الحوثية الأخيرة التي حملها المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ، من اجل تمديد الهدنة, دفع رواتب الموظفين المتواجدين بمناطق سيطرة المليشيات دون المناطق المحررة.
ويخرج هذا المقترح الحوثي آلاف الموظفين في المناطق المحررة والذين انخرطوا في صفوف مقاومة المشروع الحوثي إلى ترك المقاومة والعودة إلى مناطقهم لاستلام رواتبهم التي ستكفيهم معيشيا نظرا لانخفاض سعر صرف العملات هناك.
كما أن المغزى الحوثي من إصراره صرف رواتب موظفيها الذين بررت المليشيات عملية نهب رواتبهم تحت مبرر نقل البنك المركزي إلى عدن هو اجبار الموظفين النازحين بالمناطق المحررة للعودة إلى مناطق سيطرة الحوثي بحثا عن رواتبهم المستحقة والزيادات والعلاوات التي حرموا منها من مالية عدن بدعوى أنهم نازحون غير عاملين في وظائفهم.
ويسهم فتح الطرقات بين المحافظات وفق بنود الهدنة الموسعة في تسهيل حركة العودة بشكل مكثف للمناطق الشمالية ما قد يتسبب في تدهور اقتصادي بالمحافظات الجنوبية, وتردي قطاع الأعمال والمشاريع الصغيرة التي تدار من قبل نازحين أو مقيمين نظرا لضعف الطلب فضلا عن تدهور محتمل في قطاع تأجير المساكن والمحلات بالمحافظات الجنوبية عامة وخاصة بالعاصمة المؤقتة عدن .
ومن نتائج تحسن الوضع المعيشي بمناطق المليشيات بسبب عودة الحركة الاقتصادية ان يصبح الحوثي أكثر شراسة بجمع الجبايات وتعظيم الكتلة النقدية التي يصرفها على مقاتليه وعناصره فضلا عن تحشيد وتجنيد المزيد من العناصر الى جبهات القتال مقابل ضعف هذا الجانب في المناطق المحررة وتسرب أعداد كبيرة للعودة إلى وظائفهم وأعمالهم بمناطق سيطرة الحوثي .