ألمهمة الأوروبية في البحر الأحمر… افتقار سياسة واضحة للتعامل مع إيران وأدواتها
انطلقت الاثنين الماضي، المهمة الجديدة التي أعلن عنها الإتحاد الأوروبي لحماية السفن التجارية من هجمات مليشيات الحوثي، إلى جانب تحالف حارس الازدهار وكلاهما يعملان على حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأطلق على هذه المهمة اسم خطة (أسبيدس) وتقودها اليونان حيث ستكون أثينا مقر العملية وتبلغ ميزانيتها 8 ملايين يورو وتشارك فيها كلا من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا بينما تقود عملية حارس الازدهار الولايات المتحدة الأمريكية.
*مواقف لا رهان عليها*
ويرى مراقبون أن المواقف الغربية لارهان عليها في تحجيم قدرات الحوثيين والتعاطي معهم كمنظمة إرهابية ودعم الحكومة الشرعية في تحرير اليمن وبسط سيطرتها على الأرض.
وفي حديثه لـ”تهامة 24″، يرى الصحفي والمحلل السياسي ياسين التميمي، انه ليس هناك مخاطر حقيقية ممكن ان تحول الحرب إلى مواجهات قد تؤثر على مستقبل الحوثيين في اليمن.
ويشير إلى أن الأمريكان والبريطانيين أوضحوا اكثر من مرة انهم ليسو في حالة حرب مع الحوثي او مع إيران، وهم مهتمون فقط بتقليل خطر الحوثيين على الملاحة البحرية.
ويقول التميمي: “لن تدخل أمريكا وبريطانيا في معركة مع الحوثي تساهم في تمكين الحكومة الشرعية من استعادة نفوذها.
ويضيف ” هاتان الدولتان طالما عارضتا وصول القوات الحكومية إلى صنعاء والسبب يعود إلى أنه كان هناك تخادم قديم بين الحوثي وأمريكا وبريطانيا”
ويتابع التميمي ” اذا حدث تحول حقيقي تجاه الحوثيين يمكن أن يترجم إلى دعم حقيقي للحرب التي يمكن أن تتجدد بين الحكومة الشرعية والحوثيين وهذا الأمر ممكن لأن خصوم الحوثيين يستطيعون خوض معركة تؤدي الى هزيمة الحوثيين ولكن خلال الفترة الماضية واجهو معارضة من امريكا وبريطانيا”
ويؤكد التميمي انه إلى الآن لا يوجد مايدل على أن الحوثيين يواجهون ضغطا عسكريا من قبل أمريكا وبريطانيا.
وفي هذا السياق يرى رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن عبدالستار الشميري “أن الأوروبيين مازالوا مترددين في التعاطي مع مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية، ومترددين في إطلاق عمليات عسكرية نوعية ضد الحوثيين.
وقال الشميري ان” ما أعلن عنه الأوروبيون هو حماية بعض السفن فقط، وبذلك سيكون دورهم هامشي وتقليدي، بحيث يحموا بعض السفن التجارية لا أقل ولا أكثر”.
*عواقب اقتصادية*
يقول الباحث العسكري والسياسي علي الذهب لـ”تهامة 24 “، ان التصعيد العسكري في البحر الأحمر يجعل الشركات ترفع أسعار التأمين وبذلك ترتفع أسعار شحن السفن وستتأثر بذلك أسعار السلع التي تدخل اليمن ويتضرر الاقتصاد”
وأوضح الذهب انه سيتضرر نشاط الصيد المحلي في المنطقة، وقال انه “في حالة توسع الصراع وفرض حضر بحري من منطقة باب المندب حتى الحديدة او مابعدها بطول ٢٤ ميلا سيتضرر الصيادون أبناء هذه المناطق الذين يعتمدون على مهنة الصيد في دخلهم اليومي”.
ويضيف ” عند مضاعفة العقوبات على الحوثيين ستتضرر الموانئ وتنخفض الضرائب والجمارك والتداولات المالية ويتضرر العمال”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت يوم 18 ديسمبر الماضي عن تأسيس تحالف عسكري متعدد الجنسيات تحت اسم (حارس الازدهار) بهدف التصدي لأي هجمات تستهدف الملاحة البحرية الدولية.
ومنذ 12 يناير بدأت أمريكا وبريطانيا بدعم من دول أخرى بتوجيه سلسلة ضربات جوية على أهداف حوثية بهدف تحجيم قدرات الحوثيين والحد من هجماتهم ضد خطوط الملاحة الدولية.