اليمن

انتكاسة الهيمنة الإيرانية في العراق مقدمة لدحرها من اليمن (تحليل)

تهامة 24 – حسام حسن

 

أفرزت الانتخابات النيابية الأخيرة في العراق تراجع سياسي للقوى والأحزاب التابعة لإيران، في المقابل صعود للقوى الوطنية بأطيافها الشيعية والسنية والكردية، ما يعد انتكاسة للهيمنة الإيرانية في المنطقة ومقدمة لنهاية مشروعها الطائفي في اليمن.

 

ويبدو أن الانتفاضات الشعبية الأخيرة في العراق الرافضة للهيمنة الإيرانية على القرار والسيادة العراقية قد آتت ثمارها بانتخاب قوى وطنية تريد أن يكون القرار العراقي مستقلا عن التدخلات الخارجية على الرغم من قصف أتباع إيران لمنزل رئيس الوزراء العراقي المعتدل مصطفى الكاظمي ورغما عن الاعتداءات بالصواريخ على مطار بغداد وإعطاب طائرات مدنية يملكها الشعب العراقي.

 

وهذا ما جعل المرشد الأعلى الإيراني خامنئي يشعر بالفزع وخطر استقلال العراق على الأمن القومي الإيراني فأرسل على وجه السرعة قائد حرسه الإرهابي (فيلق القدس) إلى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني لمحاولة ثنيه عن المشاركة في حكومة وحدة وطنية مع أغلبية العرب الشيعة بقيادة مقتدى الصدر والعرب السنة والأكراد.

 

وقال رئيس البرلمان المنتخب محمد الحلبوسي في تغريده مقتضبة له اليوم إن زمن التدخلات في القرار العراقي قد ولى فيما تحدث مقتدى الصدر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية للكتلة الأكبر التي يمثلها هذا الائتلاف الثلاثي ذي التوجهات الوطنية الذي يريد حكومة عراقية مستقلة وبعيدة عن الهيمنة الإيرانية التي مثلتها الحكومات الفاشلة في الفترات الماضية.

 

من جهته قال السياسي العراقي أحمد المسماري تعليقا على تغريده رئيس البرلمان الحلبوسي لقد كان واضحا والتجمع الذي يمثل الكتلة الصدرية والحزب الديمقراطي وكتلة السيادة هذا يمثل التوجه العراقي الحقيقي وهم الذين اتفقوا فيما بينهم ولم يسمعوا لأي تدخلات خارجية.

 

وأضاف المسماري أن التدخلات الخارجية كانت تريد أن تجبر الصدر على أن يغير موقفه وان يقبل بحكومة توافقية أسوة بالحكومات السابقة التي حكمت العراق خلال الفترات الماضية والتي فشلت في أدائها في أن تنقذ العراق.

 

وأشار إلى أنه إذا ما استمر أداء الكتل الثلاث في موقفها واستمرت على العمل بحكومة الأغلبية فاعتقد ان هذا هو القرار العراقي الذي لا يريد أي تدخلات ويريد للقرار ان يكون عراقيا.

 

ان هذا التغيير الكبير في الساحة العراقية وابتعادها عن الهيمنة المباشر لنظام الملالي في طهران يجسد تحولا محوريا في إحدى العواصم الأربع التي تبجحت إيران أنها تحت سيطرتها وهذه التحولات هي في الحقيقة ثمرة لجهود عربية كبيرة عملت عليها دول محورية مثل السعودية والإمارات ومصر.

 

هذا المثلث الذي غدا عنصر جذب لاستعادة دول عربية من الهيمنة الخارجية وهو المثلث ذاته الذي يمثل رأس حربة في التحالف العربي ضد الأطماع الإيرانية في اليمن وهو قادر بلا شك على قطع النفوذ الإيراني عن القرار في صنعاء وقادر على لجم بل كسر التهور الحوثي الإرهابي في اليمن والمنطقة العربية بشكل استراتيجي مؤلم لطهران.