الحوثي يخلط اوراق السلام في اليمن بهجمات البحر الأحمر
تهامة 24 – ترجمة خاصة
خلطت الهجمات الحوثية البحرية الأخيرة أوراق السلام في اليمن، وحولت انظار العالم من دعم عملية السلام، إلى المطالبة بخفض التصعيد الحوثي المدعوم إيرانيا في البحر الاحمر.
وقال الباحث اليمني فارع المسلمي الباحث غير المقيم في معهد «شاتام هاوس» البريطاني إن مصير عملية السلام تلك باتت “في مهبّ الريح” في ظلّ هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر.
وأضاف انه قبل التصعيد في البحر الأحمر، كان طرفا النزاع يستعدّان للدخول في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة كجزء من خريطة طريق لإنهاء الحرب التي اندلعت عام 2014، مع سيطرة الحوثيين على مناطق شاسعة في شمال البلاد أبرزها العاصمة صنعاء. وتدخّلت السعودية العام 2015 على رأس تحالف عسكري دعماً للحكومة اليمنية.
وقال الباحث اليمني ماجد المذحجي: حاليًا “لم يعد هناك مكان متاح لخيار السلام على طاولة النقاش في زحمة الاشتباك العسكري والسياسي.
واضاف:”نتحدث عن انتقال الاشتباك من الأطراف المحلية في الصراع اليمني وتحديدًا جماعة الحوثيين إلى اشتباك مع أطراف دولية”.
ودخلت القوات الأمريكية و البريطانية في مواجهة مباشرة مع الحوثيين، فقصفت ثلاث مرات منذ الشهر الماضي، مواقع تابعة لهم. ويشنّ الجيش الأمريكي منفردًا بين الحين والآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق داخل اليمن.
تأتي هذه الضربات ردًا على هجمات ينفّذها الحوثيون منذ أكثر من شهرين، على سفن في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل في ما يعتبرونه دعماً لفلسطينيي غزّة.
ويرى كبير محللي الشرق الأوسط لدى مجموعة “نافانتي” الاستشارية الأميركية محمد الباشا أنه “من غير المرجّح أن يدعم المجتمع الدولي خطة السلام في اليمن، بسبب مخاوف من أن تشكل نوعًا من مكافأة للحوثيين على هجماتهم في البحر الأحمر”.
فعلى العكس من ذلك، تسعى الدول الغربية إلى معاقبة الحوثيين مع إدراج الولايات المتحدة المتمردين اليمنيين على لائحتها “للكيانات الإرهابية”، وفرضها ولندن عقوبات على مسؤولين في صفوفهم، بدون أن يفضيَ ذلك إلى تغيير في سلوك الحوثيين.
وذكر مدير قسم شؤون شبه الجزيرة العربية في معهد الشرق الأوسط جيرالد فايرستاين الذي كان سفيرًا أميركيًا سابقًا في اليمن خلال لقاء عبر الانترنت نظّمه المعهد، “إضافةً إلى رغبتها في عدم التصعيد، فهي تتعرض أيضًا لضغوط كبرى كي لا تفعل أي شيء من شأنه أن يقوض مفاوضات السلام” مشيرًا إلى أن ذلك “يأتي خصوصا من السعوديين والأمم المتحدة”.
ولم تعلن المملكة العربية السعودية الانضمام إلى تحالف بحري دولي شكّلته واشنطن، شريكتها الأمنية الرئيسية، لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر. وإثر الضربات الغربية الأولى على الحوثيين، دعت إلى “ضبط النفس” وشددت في الوقت نفسه على “أهمية الاستقرار” في منطقة البحر الأحمر.
وبالعودة إلى الباحث المسلمي فإنه يرى أن الرياض “ستشاهد من بعيد لأي درجة ستذهب واشنطن، لكنّها لن تخوض أي معركة مع الحوثيين إلا في حال استهدفوا أراضيها وهذا لا يبدو أنه على قائمة الحوثيين الآن.
ويضيف أن “السعودية هي في لحظة إقليمية ودولية تعمل لنفسها مع إعادة تصدير نفسها بصفتها مصدرًا للحلول وليس طرفًا في أي مشكلة”.
وأقرّ نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين حسين العزي في مؤتمر صحافي في الخامس من شباط/فبراير، بوجود “عوائق” في الطريق نحو السلام متّهمًا “أميركا وبريطانيا وبعض الذين تأثروا بهم من الأطراف اليمنية” (أي الحكومة) بافتعالها. لكنّه أكد أن “لدى الرياض وصنعاء الشجاعة لتجاوز هذه الصعاب”.في إشارة إلى خفض التصعيد مع الرياض.
من جانبها، تعتبر الحكومة اليمنية، أن الضربات الغربية غير كافية وتطالب بدعم عسكري غربي لقواتها للمساهمة في ليّ ذراع الحوثيين، في ما يبدو اقتناصًا لفرصة إقليمية ودولية نادرة.
ويلفت المسلمي إلى أن “الحكومة هي بالمعنى السياسي والدولي في لحظة قوية من ناحية الانطباع الدولي عنها”، لكنّه شكّك في إمكانية “أن ينعكس ذلك على الميدان”.
ويقول فايرستاين “أظن أن فكرة بناء القوات المناهضة للحوثيين إلى مستوى يمكّنها من تجديد القتال، ببساطة غير واردة”، بالنسبة لواشنطن.
وإذ يشير المسلمي إلى أن “السلام في اليمن يتطلب التزامات دولية وإقليمية مختلفة عن تلك الموجودة الآن”، يحذّر من أن “الطريق إلى الحرب كان قد أُغلق” قبل التصعيد الأخير “. حد تعبيره.