استهداف القبائل في اليمن.. مخطط حوثي لإعادة تشكيل المجتمع اليمني
منذ انقلابها قبل أكثر من عشر سنوات، تشن مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران حملة مستمرة لاستهداف القبائل اليمنية التي تشكل جزءا أصيلا من الهوية الوطنية والتاريخية للبلاد.
وتسعى المليشيا إلى تقليص دور هذه القبائل وتحويلها إلى مجرد وقود بشري لخدمة أجنداتها في المعارك التي تخوضها في البلاد.
وتتضح معالم هذه الحملة في الآونة الأخيرة من خلال تصعيد المليشيا ضد العديد من القبائل اليمنية، حيث ركزت بشكل خاص على قبائل قيفة وبني مطر، وخولان، وهمدان، وقبائل إب، وعمران، وذمار، وحجة، والمحويت، وهو ما يُظهر بوضوح هدفها في إضعاف البنية القبلية اليمنية، وتدمير أواصرها الاجتماعية والثقافية لصالح الفكر الحوثي الموالي لإيران.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر قبلية أن المليشيا تعمل على إشعال الفتنة بين القبائل، حيث شهدت العديد من المناطق في الآونة الأخيرة تحريضا ممنهجا ضد بعض القبائل.
وعلى سبيل المثال تم إهانة مشايخ قبيلة خولان وإجبارهم على رفع اعتصامهم، في خطوة تهدف إلى كسر إرادتهم وتحقيق ولاءهم القسري للحوثيين.
كما لم تقتصر انتهاكات الحوثيين على ذلك، بل شملت اعتقالات عشوائية لمعارضيهم إضافة إلى مداهمات واسعة وفرض حصار على المدنيين، وهو ما أدى إلى تهجير العديد من الأسر من مناطقهم.
وتسعى المليشيا الحوثية، من خلال هذه العمليات، إلى فرض مشرفين موالين لها على القبائل التقليدية في محاولة للسيطرة على هذه المناطق.
وفي مناطق مثل بني مطر،وخولان، وعمران، وإب، تحاول المليشيا استبدال الزعامات القبلية القديمة بشخصيات جديدة تدين لها بالولاء المطلق، في مسعى لتفكيك النسيج الاجتماعي القبلي وتغيير هويته.
وفيما يخص قبائل سنحان، خولان، أرحب، وبني الحارث، أظهرت المصادر القبلية توترا متزايدا نتيجة للتحركات الحوثية الرامية إلى خلق صراعات داخلية بين أفراد هذه القبائل، وهو ما يعكس محاولات الحوثيين لزرع الفتنة وإضعاف الوحدة القبلية.
وكشفت المصادر عن مخطط حوثي آخر يستهدف تصفية الشخصيات القبلية الموالية لهم، وذلك عبر اغتيالات مباشرة أو من خلال تلفيق تهم لتبرير محاكماتهم الصورية.
ومن بين الشخصيات المستهدفة، تم ذكر كل من الشيخ فارس الحباري، والشيخ نايف الأعوج، وأحمد الذهب، الذين يُعتبرون من الشخصيات القبلية البارزة التي قد تشكل تهديداً لمخططات الحوثيين.
ويؤكد مراقبون أن استهداف الزعامات القبلية يمثل خطوة خطيرة في مساعي الحوثيين للسيطرة الكاملة على المناطق القبلية، حيث يسعون إلى إحكام قبضتهم على هذه المناطق عبر تقويض دور المشايخ التقليديين واستبدالهم بشخصيات سلالية موالية لهم.